التوبة الصحيحة يقبلها الله تعالى ويعفو عمن تاب

0 120

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولدي طفلة للأسف كنت أرتكبت معاصي كبيرة قبل الزواج وتزوجت منه هو زوجي الآن، وكلي رجاء أن يغفر الله لي حتى إنني ذهبت لأداء العمرة قبل الزواج وحرمت من الإحساس بها وكنت قد شارفت على حفظ نصف القرآن ثم توقفت بدأ فعلا أن يتلاشى من ذاكرتي..
المشكلة:
1_هل يمكن أن يغفر لي الآن بعد الزواج؟
2_هل قدر الله لنا أن نتزوج عقابا لنا؟
3_هل يعاقب والدي على فعلتي وأنا أشهدكم والله أعلم بذلك أنهم لم يقصروا..
4_هل سيرد ما فعلت بنفسي وبوالدي في طفلتي وكيف أمنع ذلك وأحميها أنا لا أنام بسبب ذلك...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن الذنوب لها شؤم قد يحرم العبد بسببه من لذة العيش ولذة العبادة، ولكن يجب أن يعلم أنه مهما عظم ذنب العبد وكثرت ذنوبه، فإنه إذا تاب توبة صادقة مستوفية لشروطها، تاب الله عليه، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر 53}.

وشروط التوبة الصادقة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود، وللمزيد عن شروط التوبة انظري الفتوى رقم: 5646.

- فإذا كنت قد تبت توبة صحيحة فأبشري بقبول التوبة وعفو الله عنك إن شاء الله، قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون [الشورى:25].

- وأما عن كون زواجكما عقوبة من الله، فالزواج نعمة من نعم الله وليس عقوبة، كما أن التوبة تمحو الذنوب الواقعة قبلها، ففي الحديث الشريف: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

- وأما عن والديك فإذا كانا لم يقصرا في تربيتك، ولم يقراك على معصيتك، فلا إثم عليهما، فإن الأصل في الشرع أن أحدا لا يحمل ذنب أحد، قال تعالى: ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى. {الأنعام 164}

وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا لا يجني جان إلا على نفسه لا يجني والد على ولده ولا مولود على والده. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

 - وأما خوفك على طفلتك أن تقع فيما وقعت فيه عقوبة لك، فهو في غير محله لأنه لا يعاقب أحد بذنب أحد.

ولكن عليك أن تحسني تربيتها بأن تغرسي فيها حب الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وتعوديها الفضائل والأخلاق الحسنة وخاصة الصدق والحياء، وتكثري من الدعاء لها، مع الثقة بالله وحسن الظن به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات