وقع في داء العشق فكيف يتخلص منه

0 194

السؤال

أحب إحدى النساء حبا شديدا لا يوصف بل أعشقها، وهذا رغما عني، رغم إنها امرأة عادية ولا تتعرى، والمشكلة بدأت عندما كانت تتساهل في ستر بيتها بدون قصد منها، فكانت تعطي الأمان للناس، وبدأت أنظر إليها، والمشكلة أنها فتنة في الجمال، وأكرر رغم عدم التعري، فمجرد رؤية وجهها يثيرني رغما عن أنفي، المهم ظللت أكرر النظرات والنظرات حتى عشقتها، فصارت في أحلامي دوما وتخيلاتي لا تفارقني أبدا، ولو قلت إنها قد تثيرني أكثر من أجمل امرأة في العالم فما وفيتها حقها، واستمنيت كثيرا بسببها هي فقط، وهي متزوجة وهي دائما كانت سبب نكساتي، فهي ترجعني للوراء، فأنا والحمد لله لا أنظر للنساء أبدا، ولا حتى الأفلام والمسلسلات، ولا أصافح النساء، ولكن عندها هي كل شيء يتحطم، فكم من توبة أفسدت بسببها، وأستغفر الله العظيم، وأنا الحمد لله تبت الآن، وتركت الاستمناء، وسكنت في بلد أخرى للدراسة، وسبحان الله كدت أنساها هناك، ولكن أراها دوما تطاردني في الأحلام، وأنا أنظر إليها عارية، والمشكلة عندما أرجع أجد نفسي أكاد أجن، وأتمنى أن أنظر إليها، ولكن بفضل الله أحبس نفسي عن النظر إليها، ولكن ما يحزنني أن حبها "معشش" في قلبي، وأخشي أن أقابل ربي بهذا القلب المريض، وأتمنى أن ألقاه بقلب سليم ، أتمنى أن أنزع حبها من قلبي، ولولا معرفتي بقدرة الله وحسن ظني بالله لقلت إني لن أنساها أبدا، فماذا أفعل لكي أنساها، فأتمنى أن يرجع قلبي كما كان سابقا، وصدق من قال: إن الصبر على النظرة أيسر من الصبر على ما يتبع النظرة. فلو تعود الأيام ما نظرت لها قط. فانصحوني بالله عليكم، وأرشدوني بالعلاج، وهل لي من توبة، وهل أنا ظلمتها، وهل هي ظلمتني؛ لأنها كانت تتساهل، لكن الآن فهي عرفت أني أنظر إليها والحمد لله سترت بيتها تماما، وهل سيزنى ببيتي حتى لو تبت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعشق مرض يفسد القلب، ويحول دون استشعار لذة العبودية لله، وتذوق حلاوة الإيمان، ولا شك أنك قد فرطت وظلمت نفسك بتعاطيك أسبابه بمخالفة الشرع في إطلاق البصر، قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم {النور: 30}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى: يا على لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أبو داود وحسنه الألباني. وعن جرير قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال: اصرف بصرك. رواه أبو داود وصححه الألباني.

ولمعرفة كيفية علاج العشق انظر الفتوى رقم: 9360.

أما عن التوبة فإنها إذا تمت بشروطها فهي مقبولة من أي ذنب كان، وشروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود له.

وأما عن سؤالك هل يقتص ما فعلته من أهل بيتك ولو تبت، فاعلم أن التوبة تمحو ما قبلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجة ، وحسنه الألباني.

وننصحك بتعجيل الزواج إذا لم تكن متزوجا، وإذا لم تكن قادرا على الزواج فعليك بالصوم مع الحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة والبعد عن كل ما يثير الشهوة، والاعتصام بالله، والحرص على تقوية الصلة به، و صحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وشغل الفراغ بالأعمال النافعة، وممارسة بعض الرياضة، ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتاوى رقم: 36423، 23231، 20618.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات