السؤال
أنا شاب عندي 20 سنه ولا أعرف كيف أتوب إلى الله توبة نصوحة، ومشكلتي أنني كل ما أتوب أرجع مرة أخرى للمعاصي خصوصا أني قاعد فى بيت -تقريبا- لا أحد يصلي فيه إلا أمي، وأخواتي طول النهار مشغلات بالأغاني والتلفزيون وأنا لم أتعود على الصلاة منذ الصغر، يعني في النهاية أنا تقريبا ما زلت في بداية طريقي للصلاة أنا أعرف أني متأخر، لكن أريد أن أدرك نفسي لأني أحس أنه مع غياب الصلاة يغيب الضمير، وراحة النفس أيضا تذهب ويبقى الشخص غضبان، وكذلك اخترت أصحابا لي أخرين غير أني كنت أكلمهم منذ زمان لكن أهلى غير موافقين عليهم، خائفين علي أن أنجرف تحت أي تيار مهما كان اسمه أو مبدؤه، وبحق أحس أني تائه، لا أعرف أبدأ من أين، وكل ما أنوي التوبة لا أعرف لماذا أرجع عن التوبة ، أنا بحق أريد أحدا يساعدني، وأنا أتكلم بجد، و فيه كثير جدا مثلي ومن الممكن أن يكونوا أسوأ مني، لكن لا نعرف أين نذهب لشاطئ الأمان لكي ننجو بأنفسنا من الذنوب التي نفعلها، ولا تنسوا أني مقيم فى بيت لا يصلي فيه أحد،ولا يقبل أحد النصيحة من الثاني حتى والدي لا يصلي، فانظروا لي بجد في حل للموضوع هذا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليك بنعمة التوبة والمحافظة على إقامة الصلاة بعد أن كنت من الغافلين، فإن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وتاركها على خطير عظيم، وانظر في ذلك الفتويين رقم: 1145، و: 94213.
وهذه التوبة لا بد لك من استيفاء شروط قبولها، وستجد بيان ذلك في الفتوى رقم: 33434، وللحفاظ على الإيمان والوقاية من الانتكاس والرجوع للمعاصي، راجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18654، 31318، 31768.
هذا ونوصيك أن تلزم تلك الصحبة الصالحة التي أشرت إليها -إذا تأكدت من صلاحها- فإنها من أعظم الوسائل التي تعينك على الاستقامة على أمر الله تعالى، وأما ما ذكرته من خوف الوالدين، فإن بإمكانك أن تزيل ذلك الخوف بالتلطف معهما، ومحاولة إقناعهما بأهمية الصحبة الصالحة وأنك لن تصحب إلا الأخيار الذين يدلونك على الخير ويحذرونك من الشر. وانتفع بالوصايا التي ذكرت في الفتوى رقم: 59669.
ثم استعن بالله على نصيحة والدك وأشقائك بأن يقيموا الصلاة التي كتبها الله تعالى عليهم، وانتفع بوسائل الدعوة المذكورة في الفتوى رقم: 27688، والفتوى رقم: 35114.
والله أعلم.