حرمة امتهان أسماء الأنبياء وهل يجب تتبع الأوراق المحتوية عليها

0 392

السؤال

هل كلمة إسرائيل لا يجوز إلقاؤها لأنها بالعبرية تعني عبد الله.. وهل كلمة( ئيل) يجب احترامها لأنها تعني الله بالعبرية.. والأهم من ذلك تعلمون أن كلمة إسماعيل تعنى اسمع الله فهل كلمة( يل) التي هي آخر كلمة إسماعيل تعتبر اسم من أسماء الله يجب احترامه.. وذلك لأني وجدت صفحة من جريدة ووجدت فيها الكثير من كلمة إسرائيل فكنت أقطع الكلمة نصفين النصف الأول اسرائــ والنصف الثانى يل وكنت ألقيها بعد ذلك وذلك على اعتبار أن ئيل على بعضها هي اسم الله فى العبرية، فقمت بقطع الهمزة الأولى حتى يختلف المعنى.. ولكن عندما رأيت أن كلمة إسماعيل تنتهى بــ( يل) خشيت أن يكون يل أيضا من أسماء الله فى العبرية وأكون آثما لأني رميت الورق.. فهل يتوجب علي الآن البحث عن ذلك الورق رغم صغره بعدما ألقيته. الرجاء الرد بتفصيل لأن ذلك الموضوع يعكر علي حياتي؟ وشكرا لكم وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن وجوب احترام ما فيه أسماء الرسل كإسرائيل وإسماعيل، محل إجماع بين أهل العلم، لقول الله تعالى: ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه  {الحج:30}، وقوله: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب {الحج:32}، وينبغي للمسلم أن يحترم كل مكتوب، ولو لم يتضمن أسماء الله تعالى أو أسماء أنبيائه ونحو ذلك مما هو معظم في الشرع، لأن الحروف قال بعض أهل العلم بأن لها حرمة ثابتة، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 57105، والفتوى رقم: 100809.

وقد نص بعض أهل العلم أن أسماء الأنبياء إنما يحرم امتهانها عندما يقترن بها ما يفهم منه أنها لنبي، قال ابن حجر في فتاواه: المقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم منه أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عيسى عليه الصلاة والسلام أو موسى كليم الله ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد وعيسى أو موسى فلا يأخذ هذا الحكم. انتهى. كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 107033.

وصيانة هذه الأسماء عن طريق تمزيقها قطعا صغيرة بحيث لا يبقى اسما كاملا له معنى، الظاهر أنه جائز كتحريقها، وهذه هي فكرة الماكينة العادمة للأوراق المعروفة الآن، وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 26385، والفتوى رقم: 660.

ثم ننبه السائل الكريم على أنه لا يجب عليه تتبع الأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، فيوقع نفسه في الحرج والمشقة البالغة، فإن هذا منفي عن الشريعة، كما قال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج  {المائدة:6}، وقال سبحانه: هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج  {الحج:78}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا. رواه البخاري.

ونظرا لما في هذا من الكلفة الشديدة والحرج الواضح، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بغض البصر ونشر الوعي الإسلامي في المجتمع حتى يتعاون الجميع على احترام أسماء الجلالة، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 50107، والفتوى رقم: 68289.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة