السعادة لا تنال إلا بطاعة الله وترك معصيته

0 227

السؤال

أنا أعرف أن الذي أنا فيه ابتلاء من ربي والحمد لله راضية.
لكن لي شهر تقريبا وأنا في حالة إحباط تام وأبكي كثيرا- والحمد لله- لا أحب أن أشتكي لبشر، أجلس وأتكلم مع خالقي وأفضفض له بكل الذي في قلبي، لكن أحيانا يأتيني شعور يقول لي: يمكن أن يكون هذا عقابا وليس ابتلاء
لأني غلطت في حياتي كثيرا والله شاهد أني عاهدت نفسي أن لا أعود للغلط ثانية، وما في أكرم من الكريم الحمد لله.
أطلب الدعاء من أبي وأمي -والحمد لله- دائما يدعوان لي، لكن لا أقدر أن أخصص ما أريده لكي يدعوان لي به، أفرح عندما تقول لي أمي: الله يفتح عليك، وأفرح عندما أم خطيبي تقول لي: الله ينصرك.
والله لي شهر وأنا حزينة والحمد لله قريبه من ربي أكثر، لكن أخاف أن أرجع للخطأ حتى وإن كان صغيرا، أو يحدث لي مثل ما حدث السنه الماضية وتبقى علي مواد تجعلني أعيد سنة، والله ثقتي في الله كبيرة، لكن ما أخاف منه أنه لم تعد عندي همة وعزم، وصرت في قلق وتوتر وعصبية، والله هذا أكثر شيء يؤلمني لأني أعرف أن هذا من ضعف الإيمان، كيف يكون الإنسان مهموما والله موجود، هو المدبر، كيف!!
أحمد ربي أني لو أخطأت فرضا، أغضبت أحدا، مباشرة يعاقبني الله في دنياي وهذا فضل من ربي،
وأسأله أن لا يعاقب أهلي ولا ذريتي بعد عمر طويل بسببي، أنا صرت لاأحب أن أجلس مع أحد، دائما في غرفتي.الدراسة في سنة رابع طب بشري أشعر أنها شبح، أخاف من الاختبارات بعد ما رسبت السنة الماضية، وحدثت لي مشاكل الله عالم بها، وأمي وأبي غضبا مني.
أسأل الله لي ولكم الجنة بغير حساب، وأتمنى من ربي العزيز الذي لا يطلبه أحد باسم العزيز شيئا إلا وأعزه أن تدعو لي الله يرضى عني ويرضي أبي وأمي علي، ويفتح لي أبواب رزقه، ويعلمني من علمه فهو العليم، ويبعد عني كل شر وعين، ويفتح علي فتوح العارفين، ويحفظني المناهج حفظ ملائكته المقربين، ويفهمني فهم الأنبياء ولا يحوجني لبشر أبدا، وينصرني ويغفر لي، ويثبتني، ويفرج همومي وهموم سائر البشر، ويجعل همتي عالية، ودرجاتي في الاختبارات ممتازة لكي أرفع رأس أبي وأمي بدل السنة الماضية، وأنفع الإسلام والمسلمين بالطب، ويسهل دراستي ويعينني لأني من غير توفيقه تعالي ولا شيء.
وصلى اللهم وبارك وسلم على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يوفقك للتوبة وأن يغفر لك ما أسلفت، وأن يرضى عنك ويرضي عنك والديك، وأن يرزقك التوفيق والسداد في أمور الدين والدنيا.

واعلمي أيتها السائلة أن الخير والسعادة والحياة الهانئة المطمئنة كل ذلك لا ينال إلا بطاعة الله جل وعلا والبعد عن معصيته، فإذا استقام الإنسان على أمر ربه فلا يضره ما فاته بعد ذلك من عرض الدنيا الزائل، بل ولا يضره ما يصيبه من هموم الدنيا وأنكادها فهذا كله له خير، وهو في ذلك إنما يتقلب بين تكفير السيئات ورفع الدرجات، فليست البلايا دليلا على بغض الله لعبده، وليست السعة والسلامة دليلا على رضا الله عنه، وقد بينا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 75054.

وأما ما أسلفت من ذنوب وتقصير في جنب الله سبحانه فتداركيه بالاستغفار والتوبة الصادقة إلى الله جل وعلا، وراجعي ثمرات الاستغفار في الفتوى رقم: 24902.

وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 66870.  نصائح لطلاب العلم يستعينون بها على صعوبات الدراسة، وعناء الاختبارات.

وبينا في الفتويين رقم: 35247، 49867.  وما أحيل عليه فيهما، بعض أدعية قضاء الحاجة، وشروط استجابة الدعاء بها وبغيرها، فراجعي ذلك كله ففيه خير كثير وفوائد عميمة.

والله أعلم.

 

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات