السؤال
أعاني من الوسوسة الشديدة من حين إلى آخر في الله جل في علاه، وهي تلازمني من سنوات، وفي بعض الأحيان تشلني عن مباشرة حياتي بصورة طبيعية، كما أتناول -بروزاك- من صيف 2007 و مؤخرا أضاف لي الطبيب جازاه الله خيرا - تقرتول، معدل للمزاج- لأن عندي ما يسمى -مانياكو دبرسيون، اكتئاب أو الشخصية ثنائية القطب- و قد أخبرني الطبيب أنه سيقع إن شاء الله التخلي تدريجيا عن الدواء الأول. زيادة عليه كنت بدينة ونزل وزني وترك أثرا في جلدتي ولكني جميلة الوجه. أعتقد أنه علي أخبار من يتقدم لخطبتي عن الموضوع كله لكن متى هل قبل القبول به أو بعد؟ مع العلم أني والحمد لله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله الجميع يشكر ديني وخلقي ورزانتي حتى أني أعتقد أنهم يبالغون. أعلم بيني وبين نفسي أني مقصرة ولكني و الحمد لله أصوم وأصلي صلاتي في وقتها ومحجبة وإن شاء الله سأنتقب وأسعى لتقوى الله عز و جل، وأتلو و أحاول حفظ القرآن ولو بكمية قليلة، وأنا أشتاق للزوج الصالح -عمري 28- والولد. جازاكم الله خيرا و مبارك الشكل الجديد للموقع. ادعوا لي بالحياة والممات على الإسلام والإيمان وأن يشفيني ربي من كل داء و أن يهب لي من لدنه الزوج والولد الصالح؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يثبتك على الإسلام في الحياة وعند لقاء الله، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على أمر الدين والدنيا، ثم الولد الصالح الذي تقر به عينك.
وقد سبق لنا الفتاوى الكثيرة في الحديث عن أمر الوساوس كلها سواء في أمور العقيدة أو غيرها، وبينا أن أعظم علاج لها هو الدعاء والتضرع إلى من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، ثم بالإعراض عن هذه الوساوس جملة واحدة، فإن الإعراض عنها علاج لها أيما علاج، كما أن الاسترسال معها بلاء ما بعده بلاء، وراجعي في ذلك الفتاوى رقم: 121943، 3086، 117004.
وما فعلت من التداوي عند طبيب نفسي أمر حسن، ولكن عليك أن تبحثي عن طبيبة مسلمة متدينة، فإن لم يكن فطبيب مسلم متدين مع الالتزام بأحكام تداوي المرأة عند الطبيب من الحجاب وعدم الخلوة، والاقتصار في الحديث على قدر الحاجة.
أما بخصوص إخبار الخاطب بهذه الوساوس ففيه تفصيل، فإن كانت هذه الوساوس وما شابهها مما ذكرت من أمراض قد بلغت المدى وجاوزت الحد حتى وصلت إلى حد التنفير الذي ينتفي معه مقصود الزواج من المودة والرحمة، فهنا يجب عليك إخبار الخاطب بها، وسواء أخبرته بذلك قبل القبول أو بعده، فكل ذلك سائغ طالما أن العقد لم يحدث، ولكن الأفضل المبادرة بإعلامه، ويمكن الرجوع للعرف والعادة في وقت الإخبار بمثل هذه العيوب.
ولك أن تخبريه وتشترطي عليه أن لا يخبر أحدا بهذا المرض، فإن شاء تزوجك بما أنت عليه، وإن شاء تركك مع الستر عليك، ويلزمه الوفاء لك بالشرط، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: والمسلمون على شروطهم، إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما. رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح.
أما إن كان المرض لم يصل إلى هذا الحد، ولا تحصل منه النفرة بحيث يؤثر على ما بين الزوجين من المودة والرحمة فهنا لا يجب عليك الإخبار به أصلا . وراجعي الفتوى رقم: 121964.
والله أعلم.