الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمراض التي يجب على الخاطب إخبار المخطوبة بها

السؤال

أنا شاب، أبلغ من العمر 28 عامًا، وأعيش حاليًا في بلد أوروبي. أُصبتُ بداء (كرونز) منذ عام 2019، وحسب تشخيص الطبيب، فإن المرض موجود فقط في جزء من الأمعاء الدقيقة، ولا يؤثر على قدرتي الجنسية. ولله الحمد، حالتي الآن مستقرة، والمرض في حالة خمول.
للتوضيح، داء (كرونز) هو مرض مزمن، ناتج عن خلل في جهاز المناعة، حيث يهاجم الجهاز المناعي أجزاء من الجهاز الهضمي، مسببًا التهابات، وفي حالة نشاط المرض، قد تظهر أعراض مثل: ألم في البطن، إسهال مزمن، تعب عام، ونقص في الوزن. لكنني، ولله الحمد، لا أعاني حاليًا من هذه الأعراض.
سؤالي هو: هل يجوز لي شرعًا عدم الإفصاح عن إصابتي بداء (كرونز) للفتاة التي أنوي التقدم لخطبتها؟ علمًا أنني أخشى أن تقوم الفتاة أو أهلها بالبحث عن معلومات عامة وغير دقيقة من الإنترنت، مما قد يؤدي إلى تهويل الأمر أو إساءة فهمه، وبالتالي تقليل فرص قبولي. فما هو الواجب عليّ شرعًا في هذه الحالة؟ وهل يُعتبر عدم الإفصاح غشًّا أو تقصيرًا؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجمهور العلماء على أن العيوب التي تثبت حق فسخ الزواج، ويجب بيانها للخاطب؛ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية -كالجنون، والبرص، والجذام، ونحو ذلك-، وذهب بعض العلماء إلى أن كل عيب يحصل به نفور أحد الزوجين من الآخر، فهو موجب للفسخ.

قال ابن القيم -رحمه الله-: القياس: أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة، يوجب الخيار. انتهى.

والمفتى به عندنا هو قول الجمهور. وانظر الفتوى: 53843.

وعليه؛ فما دام المرض المذكور في السؤال؛ غير معد أو منفّر، ولا يمنع من الجماع؛ فلا يجب عليك إخبار المخطوبة به، وليس ذلك من الغش المحرم، ولا سيما إذا كنت تتداوى منه، ولا تظهر عليك أعراضه، لكن الأولى المصارحة وعدم الإخفاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني