الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخفاء الخاطب العيب في قدمه هل يعتبر من إخفاء العيب؟

السؤال

زوجي قبل الزواج أخبرني بأن لديه مشكلة في قدمه، وأخبرني باسمها، وقال إنها تشبه تلك التي في يده، وجعلني أرى التي في يده، وحين رأيتها وقتها شعرت بأنها صغيرة ولا بأس بها. ولكن بعد الزواج اكتشفت بأن التي في رجله أضعاف أضعاف التي في يده.
وعندما اتهمته بأنه خدعني قال لي إنه أراني التي في يده كنموذج للمرض، وليس لحجمه. وعندما سألته: لماذا لم يُرني التي في رجله وقت الخطوبة؟ قال لي: حرام أن أكشف قدمي لك وأنت مجرد خطيبتي. وعندما قلت له إن المشكلة لم تكن في منطقة العورة، وكان جائزا كشفها لي. إذا به يُغير كلامه لي وقال لي إنه حتى لو كان يحل له كشفها لي لم يكن ليفعل، وأنه كان قد قرر أن لا يكشفها إلا لزوجته، وهو يرى أنه لو كان كاذبا ما كان ليخبرني، ولكان قد أخفى المرض. وأنه أخبرني باسم المرض لأدخل وأقرأ عنه. ولما سألته: هل كنت متخيلا أنك حين تقول لي اسم المرض وحين أبحث عنه سأتخيل أنه بذلك الشكل؟! قال لي: أكيد لا، وأكيد لما ترينه على الطبيعة سيختلف الأمر، لكنه قال لي: ضعي نفسك مكاني، كيف لي أن أظهرها وأعرض نفسي للإحراج؟
هل هو بهذا فعلا كذب علي لأنه أخفى عني ولم يرض أن يريني وقت الخطوبة شكل رجله، بالرغم أن ذلك ليس حراما، وأنه كان مدركا جيدا أني لم أكن سأتخيل منظرها إلا عندما أراها.
أو الأمر مثلما يقول هو إنه ليس كذابا، واعترف لي بالمرض أثناء الخطوبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المرض إذا لم يكن مما يؤثر على الاستمتاع المقصود من النكاح، ولم يكن مما يخشى تعديه فإنه لا يجب الإخبار به. ولمعرفة الأمراض التي يجب الإخبار بها راجعي الفتوى: 19935.

فإن لم يكن المرض الذي عند زوجك من جنس هذه الأمراض لم يكن واجبا عليه إخبارك به، ولا يعتبر غاشا لك بإخفاء حقيقته.

وننبه إلى أن الأولى الإخبار بكل عيب ولو لم يكن الإخبار به واجبا؛ لأن هذا أقطع لأسباب النزاع والخصومة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني