السؤال
هل بمجرد الخلوة يتحقق الإخلاص؟ أقصد أحيانا أكون في خلوة لا أحد يراني، وأريد أن أفعل عبادة معينة فيأتي في بالي والدي أو صديقي، فأشعر أني أفعل هذه الطاعة لأجل الشخص الذي في بالي. فهل هذا مجرد وسواس أم قد يقع ذلك؟ وكيف التخلص من هذا لأني أشعر وقد أصل إلى اليقين أني أفعل العبادة لأجل الذي في بالي. فهل هذا هو شرك النية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مما يعين على الإخلاص الخلوة بنوافل الطاعة، وإخفاء العبادة التي لم يأمر الشرع بإظهارها، ولكن مجرد الخلوة وإخفاء العبادة لا يلزم منه بالضرورة أن يسلم المرء من بقيه الغوائل، فقد يخلو الشخص بعبادته فيداخله العجب والغرور نسأل الله تعالى العافية.
وبخصوص ما تجده وتشعر به عند أداء العبادة قد يكون مصدره عدم الإخلاص، وقد يكون من وساس الشيطان لتترك عبادتك، فعليك بمجاهدة النفس للحصول على الإخلاص، وقد سبق أن بينا بعض الأمور التي تعين على الإخلاص في الفتويين: 10396، 52210.
وعلي كل حال، فلا ينبغي لك أن تترك أي عمل صالح تقوم به خشية من عدم الإخلاص فيه، فقد قال الفضيل:
ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
واحذر من الاسترسال في مجاراة الوساوس والتجاوب معهما، فما دمت حريصا على الإخلاص فأبشر بالخير.
نسأل الله تعالى أن يزرقنا وإياك الصدق في القول والإخلاص في العمل.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 10396، 45448.
والله أعلم.