ترك العمل قبل انقضاء المدة المتعاقد عليها

0 236

السؤال

لدى مشكله وأحتاج إلى استشارتكم فيها لأني في حيرة من أمري، ولكني أحتاج للرد على سؤالي هذا بسرعة لأنه لا وقت لدي للانتظار.
حكايتي باختصار: أنني مقيم بدولة عربية وزوجتي كانت معي لكنها مرضت بالسرطان وقمت بإرسالها إلى بلدنا الأم كي يتم علاجها، ولكن زوجتي مرتبطة بي ارتباطا روحيا شديدا وأنا بالمثل وقمت بتقديم استقالتي بعد عمل الاستخارة كي أكون معها، لكن المشكلة أنه من شروط العمل أنه في حالة الاستقالة لابد أن أبقى بالعمل لمدة 3 أشهر حتى أقوم بتسليم عملي إلى شخص آخر يحل محلي، وهنا المشكلة: زوجتي تريدني أن أنزل إجازة،(حيث إن العمل لا يمانع من أن آخذ إجازة خلال هذه ال 3أشهر)ثم لا أرجع للعمل، وهنا تكمن حيرتي فالعمل لم يحرمني من أخذ إجازة خلال الاستقالة (ولكنها إجازة قصيرة) كما أنهم متعاونون جدا معي، وفي نفس الوقت أحس بأنني أحمل أمانة على عنقي تجاههم حيث إنني إذا تركت العمل بدون إذنهم ودون أن يجدوا من يحل محلي فإنهم قد يتضررون بسببي؟
ولكن من الناحية الأخرى فإن أسرتي كلها مهددة بالانهيار فزوجتي مريضة وهي لا ترتاح إلا معي وعندما لا أكون معها تتعب بشدة ولكنها تستعيد ثقتها بنفسها إذا كنت معها وتقاوم المرض بفضل الله، كما أني قد علمت أن هذا المرض يحتاج لنفسية جيدة حتى تقاوم المرض، أضف إلى ذلك أن أهل زوجتي ليسوا متدينين وليس لديهم أي حكمة في التعامل مع إنسانة مريضة بهذا المرض، وهم في مشاكل يوميا.
الخلاصة أنني محتار بين أن أبقى بجانب زوجتي التي لا تطيق بعدي عنها كل هذه المدة والتي أحس أن حالتها الصحية تتأخر ببعدي عنها، وبين عملي الذى يثق أصحابه بي ويريدونني أن أبقى معهم هذه المدة حتى أسلم العمل لشخص آخر، المشكلة أيضا أنني لا أستطيع أخذ إجازات كثيرة لتكلفة الطيران العالية، فها أنا ذا سوف أسافر لها يوم الخميس المقبل وزوجتي تظن أنني سأخدع شركتي ولن أرجع للشركة مرة أخرى وسأبقى معها وكذلك صاحب العمل يظن أنني سأنزل هذه الإجازة ثم سأرجع إلى الشركة مرة أخرى، فماذا أفعل جزاكم الله خيرا؟
وأسألكم الدعاء بشفاء زوجتي وشفاء كل المسلمين شفاء لا يغادر سقما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك أولا على ثقتك بموقعنا، ونسأل المولى العلي القدير أن يشفي زوجتك ويشفي جميع مرضى المسلمين شفاء تاما لا يغادر سقما.

وإذا كان العقد بينك وبين جهة العمل متضمنا هذا الشرط فيجب عليك الوفاء به، فلا يجوز لك السفر وترك العمل قبل انقضاء هذه المدة إلا بإذن المستأجر، روى الترمذي عن كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما. ورواه أبو داود أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه. وراجع الفتوى رقم: 76170.

ولا بأس بأن تذكر لجهة العمل هذه الظروف التي تعيشها زوجتك فلعلهم يقبلون إعفاءك من هذا الشرط، فإذا لم يوافقوا على ذلك فعليك بالوفاء لهم بما اتفقت معهم عليه، فلعل الله تعالى يجعل ذلك سببا لشفاء زوجتك.

ونوصيك بكثرة الدعاء لها بالشفاء وتحين أرجى الأوقات للإجابة كثلث الليل الأخير والدعاء في السجود ونحو ذلك.

ونوصي أيضا برقيتها بالرقية الشرعية فإنها نافعة بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة