السؤال
لي أخ زوجته تخونه منذ 14 عاما، ولا يصدق عليها شيئا؛ لأنها تصنع له سحرا وعمولات، وكثيرا ما نلاحظ الرجال يخرجون من بيته وهو مسافر ليلا وفجرا، وحذرناه، حذره والده وقاطعه مرارا وتكرارا، وحذره جميع إخوانه وأصدقائه، ولكنه لا يصدق حتى استطعنا مصادفة أن نجد تسجيلات بصوتها المعروف مع أحد عشاقها وهي تزني بكلامها معه، وتقول ألفاظ يصعب سماعها وأسمعناها له، فاعترف أنه صوت امرأته وأسمعها إياه فأنكرت صوتها، ولما سمعه إخوتها قالوا صوتها فاعترفت، ثم قالت إنه كان مزاحا وصدقها زوجها، ثم من ضغط والده عليه وأهل العلم في القرية قال افعلوا ما ترونه فأتينا بالمأذون فبكت له، وساقت عليه صاحبتها الدجالة فأقسم أنه لن يطلق، علما بأنه جارنا في البيت وبيته ملك لوالدي. فما حكم الشرع تجاهه علما بأنه يحبنا جدا، ولكنه إما مسحور وإما ديوث جدا، وقد أقسم الوالد أن يبيع بيته ويمشي في الأرض من جراء ولده؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان أخوكم مسحورا مغلوبا على أمره بسبب السحر، فينبغي السعي في علاجه بالرقية الشرعية، كما ينبغي السعي في هدايته وهداية زوجه بالحكمة، والسعي قدر المستطاع في منع الأجانب من دخول بيت أخيكم.
ثم إن هذا الفساد الذي تزعمون يحتاج لبذل الأسباب لانتزاعه من أصوله، ومن أنفع ذلك أن تفقهوا أخاكم في مسؤوليته عن هداية أهله فقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. {التحريم:6}.
قال علي رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: علموهم وأدبوهم. رواه الطبري في تفسيره.
وقال مجاهد: علموهم ما ينجون به من النار.
فننصحكم جميعا بأن يوفر كل واحد في بيته التغذية الإيمانية للقلوب كما يوفر التغذية والمأكولات للبطون، فليكن عند كل واحد وجبة يومية من الترغيب والترهيب بنصوص الوحي الثابتة حتى تنقمع النفوس عن المعاصي والشهوات طائعة لله تعالى، فإذا طبق هذا وتابت الزوجة مما تتهم به فلا حرج في إمساكها، فإن أصرت على الفجور فالأولى بأخيكم أن يفارقها. وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على البسط فيما ذكرنا: 61445، 25475، 36189، 105390، 80694.
والله أعلم.