هل يحبط ثواب ما تقدم من العبادة بالانقطاع عن المواظبة عليها

0 118

السؤال

سمعت من إمام أحد المساجد أن من كان يداوم على عبادة ثم طال عليه الأمد وانقطع عنها كسلا، فعمله السابق لا يقبل منه. فهل هذا الكلام صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الكلام ليس بصحيح، وليس له دليل من منقول أو معقول، بل ظواهر الأدلة تنقضه، فكل عمل أخلص فيه صاحبه وكان موافقا للشرع، فتقبله الله تعالى، لا يحبط ثوابه لمجرد الانقطاع عنه، قال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا. {الكهف:30}

 وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة، يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة. رواه مسلم.

وهذا هو مقتضى إقامة الميزان يوم القيامة، كما قال تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين. {الأنبياء:47}.

وهذا لا يتعارض مع حض الشرع على المداومة على الأعمال الصالحة والاستقامة عليها، والنهي عن الانقطاع وذمه، فإن المواظبة على المستحبات هي الأفضل بلا شك، ولذلك أخبرت عائشة في حديث البخاري وغيره فقالت: وكان أحب العمل إليه ـ تعني النبي صلى الله عليه وسلم. ما دوام عليه صاحبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات