علاج المبتلى بكثرة الشكوك الإعراض عنها

0 346

السؤال

مشكلتي هي أنني أنسى الأحداث أو الأفعال التي أقوم بها في التو- أي الأفعال الحديثة الوقت- على سبيل المثال أذهب إلى الحمام للاغتسال من الجنابة فأقوم بالغسل إلى أن أصل إلى مسح الرأس فأنسى هل قمت بغسل الوجه أم لا؟ ولا أستطيع التذكر أبدا، وأقوم بالغسل من جديد، وتبدأ عملية التكرار والبدء من جديد لأكثر من مرة وهكذا في مواضع مختلفة في الغسل والوضوء أيضا. ماذا أفعل؟ وما هو الحل فتح الله عليكم ؟ ويا حبذا أن يكون الجواب واضحا وكاملا ومبسطا ومفهوما بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أن الواجب في غسل الجنابة هو تعميم البدن بالماء، وإيصال الماء إلى أصول الشعر، ولا يكتفى في غسل الجنابة بمسح الرأس، وأما عن مشكلتك فنحن نسأل الله لك العافية، وقد بينا أسباب النسيان وطرق علاجه فانظرها في الفتوى رقم: 61282.

وإذا كانت كثرة النسيان والشكوك قد وصلت بك إلى هذا الحد فعليك أن تعرض عنها وألا تلتفت إليها، بل إذا وصلت إلى الرأس مثلا في الوضوء ثم شككت هل غسلت الوجه أو لا فلا تلتفت إلى هذا الشك وابن على أنك غسلته، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وقد قال تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم. {التغابن: 16}.  وقال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج .{الحج: 78}. وقد نص العلماء على أن من كثرت منه الشكوك في طهارته فإنه يعرض عنها فلا يلتفت إليها، وإن كان الأصل أن من شك في غسل عضو من أعضاء الوضوء أو الغسل فالواجب عليه أن يغسله لأن الأصل أنه لم يغسله.

 قال الشيخ العثيمين رحمه الله مبينا حكم من شك في غسل عضو من أعضاء الوضوء: إذا كان هذا الشك بعد الفراغ من الوضوء فإنه لا عبرة به ولا يلتفت إليه، وإذا كان قبل الفراغ مثل أن يشك هل مسح رأسه وهو يغسل رجليه فإنه يمسح رأسه ويغسل رجليه، وليس في هذا كلفة. هـذا إذا لم يكن مبتلى بكثرة الشكوك، فإن كان كثير الشكوك فإنه لا يلتفت إلى ذلك ويبني على ما هو عليه الآن، فإن كان في غسل الرجلين فإنه يبني على أنه مسح رأسه وكذلك بقية الأعضاء. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة