السؤال
تحدثت مع فتاة كان بيني وبينها صداقة، وتحدثت معها عن الجنس وسألتها هل أنت عذراء أم لا؟ وردت على سؤالي قالت: لا، ولكنى أخاف أن يؤثر نوع الحديث عليها فيما بعد، وأخاف أن يكون في نوعية الكلام نوع من التحريض وأنا أشعر بألم شديد وأريد أن أتوب، وفى نفس الوقت أخاف من أن تفكر في كلامي فيما بعد وتتأثر وأريد أن أتوب عن ما فعلت. فماذا أفعل ونصحتها في نهاية الحديث بأن تتقرب من الله ولكني نادم على ما قلت وأخاف أن أكون من أدوات التشجيع على ارتكاب المعاصي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يعرف بالصداقة بين الشباب والفتيات
هو أمر لا يقره الشرع ، وهو باب شر وفساد عظيم، وانظر الفتوى رقم : 1072.
والكلام مع الأجنبية إنما يجوز عند الحاجة المعتبرة شرعا مع التزام الحشمة والحياء والاقتصار على قدر الحاجة.
فما كان منك من التحدث مع تلك الفتاة في أمور الجنس هو أمر مخالف للشرع، وفعل منكر يتنافى مع الحياء والأدب، والواجب عليكما التوبة من ذلك، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود، فما تشعر به من الألم لما فعلته هو علامة خير وطريق للتوبة الصادقة، فعليك بقطع كل علاقة بتلك الفتاة، والتزام حدود الله في التعامل مع النساء.
فإذا صدقت في توبتك فلا يضرك أثر ما فعلته فإن التوبة تمحو ما قبلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
وننصحك إذا لم تكن متزوجا أن تبادر بالزواج، وإذا لم تكن قادرا على الزواج فعليك بالصوم مع حفظ السمع والبصر، واشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، واحرص على صحبة الأخيار الذين يعينونك على طاعة الله، ويربطونك بالمساجد ومجالس العلم والذكر، وعليك بكثرة الدعاء والاعتصام بالله.
والله أعلم.