السؤال
ذهبت إلى مدينة (خ) لإجراء معاينه في وظيفه راتبها أفضل من راتبي الذي أتقاضاه في مدينه (ب) التي نسكن فيها أنا وأهل زوجتي في منزل واحد، وفي مدينة (خ) التي يقطن بها أخي كنت غضبانا من زوجتي وأهلها وأنا أتحدث مع أخي قلت: له خليني أجي بس لي مدينه (خ) سوف أرتاح منهم جميعا. وكانت زوجتي حاملا وقلت له لو طلبوا النفقة سوف أعطيهم إياها، وكنات نيتي أن يحصل هذا الأمر بعد أن أستلم الوظيفه الجديدة، ولكني لم أحصل علي هذه الوظيفة الجديدة والآن زوجتي وأهلها في مدينة (ج) في إجازة فصل الصيف وفي 31 يوليو الحالي سأفقد وظيفتي القديمة في مدينة (ب) لأن الشركة أنهت خدماتها في بلدنا، وفي أول أغسطس سوف أسأفر إلي مدينة (ب) وألتقي بزوجتي هناك. سؤالي: هل زوجتي مطلقه أم أن طلقتها معلقه على الوظيفة التي لم أحصل عليها. فأفتوني في أمري هذا؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتبين لنا فيما كتبته موجبا لطلاق زوجتك، لا مطلقا ولا معلقا على حصول الوظيفة، اللهم إلا أن يكون قولك (سوف أرتاح منهم جميعا) تقصد به طلاق زوجتك، فإن كان الأمر كذلك فهذا يعتبر وعدا بالطلاق ولا يلزم تنفيذه، وإن كان اللفظ ورد بصيغة نافذة وليست وعدا ونويت كون الطلاق لا يحصل إلا بعد استلام الوظيفة الجديدة فلا يلزمك طلاق أيضا لعدم حصولها فهذه النية تنفعك.
قال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله، انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ، أو مخالفا له.. إلى أن قال: ومنها: أن يحلف على فعل شيء أو تركه مطلقا، وينوي فعله أو تركه في وقت بعينه، مثل أن يحلف: لا أتغدى يعني اليوم أو لآكلن يعني الساعة. انتهى.
وراجع في ذلك الفتويين: 78889، 119063.
فتبين مما ذكر أن الطلاق ليس حاصلا على كل التقديرات؛ إلا أن تكون تلفظت بغير اللفظ الوارد في السؤال ففي هذه الحالة ينبغي أن تبين لنا ما تلفظت به حقيقة ليتسنى لنا الفتوى طبقا لذلك.
والله أعلم.