السؤال
أنا متزوجة وتشاجرت مع زوجي، لأنه يريد أن يقضي العيد مع أهله فى بلد آخر ويتركني وأولادي وحدنا، فحلف علي بالطلاق إذا تكلمت معه في الإجازة أنني طالق، وفي كل عيد تحصل نفس المشكلة، لأن أهله يقولون له انزل، وأنا لدي أهل بالبلد الذي يريد أن ينزل إليه، مع أن أهله لديهم أولاد آخرون، أما نحن هنا فليس لدينا أحد فما حكم الطلاق؟ وماذا يترتب عليه؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان زوجك قد علق طلاقك على التكلم معه في شؤون الإجازة، فإن لم تكلميه في شأنها فلا شيء عليه، وإن كلمته في أمر الإجازة فقد وقع الطلاق عند جمهورأهل العلم ـ بمن فيهم المذاهب الأربعة ـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية تلزمه كفارة يمين إذا كان لا يقصد طلاقا وإنما قصد التهديد مثلا أو نحوه، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 19162.
وفي حال وقوع الطلاق فله مراجعتك قبل تمام العدة إذا لم يكن هذا الطلاق مكملا للثلاث، فإن كان مكملا للثلاث فقد حرمت عليه ولا تحلين له حتى تنكحي زوجا غيره نكاحا صحيحا نكاح رغبة لا نكاح تحليل ثم يطلقك بعد الدخول، والإقدام على مثل هذا الطلاق المعلق مكروه لما يترتب عليه من وقوع الطلاق وانهيارالعلاقة الزوجية، كما تقدم في الفتوى رقم: 20733.
ثم اعلمي أن زوجك إذا أمره والداه أوأحدهما بالسفر لقضاء العيد معهما وجب عليه امتثال الأمر إذا لم يترتب على ذلك ضرر معتبر بزوجته وأولاده كتركهما بدون نفقة أوتعرضهما لخطر محقق في غيبته فالأصل وجوب طاعة الوالدين في غير معصية الله تعالى، كما تقدم في الفتوى رقم: 76303.
والأولى له أن يصطحب زوجته وأولاده لقضاء العيد عند أهلها أوأهله هو ـ إن شاءت ـ خصوصا مع وجود أهل لها في بلد والديه، لما يترتب على ذلك من جبر خاطرها ودوام الألفة بينهما وحسن عشرتها.
والله أعلم.