المسارعة إلى التوبة من العلاقة المحرمة طوق نجاة

0 209

السؤال

أرجو من فضيلتكم أن تتكرموا علي بالفتوى. أسأل الله أن يكرمني بالهداية والمغفرة، تعرفت إلى رجل وتحدثنا بواسطة الهاتف ويريد أن يتقدم لخطبتي بعد شهر رمضان لكني أخبرته برفض أهلي وبأن زواجنا مستحيل، وهو يصر بأن يتزوجني، أنا تعلقت فيه وكنت أعلم بأن محادثتي له حرام لكني كنت غبية ومغفلة لأني جعلت عواطفي تتحكم بي، أخبرني بأنه كان يعمل في إحدى دول الخليج قبل عدة سنوات وتعرف إلى امرأة مطلقة وتقدم لخطبتها ووالدها وافق لكن طلب منه أن يسأل أخاها إن كان سيوافق وطبعا الأخ رفض وهي حاولت الانتحار بإحراق نفسها لكن نجت وتم تزويجها لرجل كهل وهي شابة، ما جعلني أشعر بالرعب أنه مارس معها الحرام طوال سنتين على أساس أنهما سيتزوجان ولأن أباها كان موافقا وعذره الثاني أنه كان في بداية العشرينات من عمره وعازب وأنها أغرته، ولكن الآن هو تائب ويريد طريق الحلال رغم الإغراءات والفتن، وأخبرني أيضا أنه بعد حادثتها بعدة أشهر أصيب بالعجز ويتعالج ولم ير نتيجة. عندي عدة أسئلة وأرجوكم أن لا تدعوني بدون أجوبة، ماذا أفعل كي أكفر عن ذنبي لأني تحدثت معه وتماديت معه في الكلام وكأننا زوجان؟ أشعر بالغثيان من نفسي وبأني صرت قذرة بسبب محادثتي معه وأريد التوبة وبنفس الوقت أفكر فيه فماذا أفعل؟ هو أخبرني بأنه مارس معها الفاحشة خلال شهر رمضان وبعد أذان الفجر طوال السنتين فما هي كفارة ذنبه؟ حضرة الشيخ هو تائب وكانت العبرة تغطه عندما كان يحكي وأسأل الله له المغفرة، أريد أن أخبره بأن عليه كفارة وبأن التوبة لا تسقط الكفارة فكيف؟ هل تنصحني بأن أرسل له رسالة بواسطة الجوال، لأن الإنترنت لا يستعمله على حسب قوله؟ أسأل الله العفو والعافية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو أن تسارعي بالتوبة إلى الله جل وعلا مما كان منك من علاقة مع هذا الرجل، فإن مثل هذه العلاقات محرمة لا شك في تحريمها وهي ذريعة قوية إلى فساد الدين والخلق وفضيحة الدنيا وخزي الآخرة، وقد رأيت ما جرت عليه مثل هذه العلاقات من وقوع في محارم الله وانتهاك لحدوده، وراجعي الفتويين: 116825،  109089.

واعلمي أنه لا تتحقق توبتك من هذا الذنب إلا بقطع كل علاقة لك بهذا الرجل فلا تحدثيه ولا يحدثك، وانصرفي عنه تمام الإنصراف فلا تنشغلي بأموره ولا بتوبته ولا بما يجب عليه من كفارة هتك حرمة الصوم بالفواحش، فهذا أمر هو وحده المسؤول عنه والواجب عليه أن يستفتي فيه أهل العلم إن كان جادا في التوبة. واحذري أن تشغلي نفسك حتى بمجرد التفكير فيه خصوصا بعد أن ظهر لك صعوبة الزواج به نظرا لرفض أهلك وامتناعهم. وعليك بنفسك فالزمي الندم على ما كان منك وأكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة المكفرة، من صلاة وصيام وصدقة فإن الله يكفر بها السيئات ويمحو بها الخطيئات، قال سبحانه: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. {هود:114}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات