السؤال
فكرت في صيام قضاء أحد أيام رمضان، ولكن حاجتي لتناول عقار طبي جعلتني أفكر في ترك الصيام بناء على طلب الدكتور ضرورة الالتزام بمواعيد الدواء، وأثناء تفكيري في عقد نية الصيام من عدمها نمت واستيقظت صباحا ولا أدري، هل عقدت نية الصيام أم لا؟ فماذا أفعل ـ جزاكم الله خيرا؟ فهل أكمل صيامي كقضاء؟ أم كتطوع؟ أم أفطر، لأتناول دوائي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يصح صوم هذا اليوم عن قضاء رمضان، لأن من شرط صحة صوم القضاء تبييت النية الجازمة من الليل، وهذا لم يحصل منك، قال الشيخ زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: ويجب في الصوم نية جازمة معينة كالصلاة، ولخبر: إنما الأعمال بالنيات. ومعينة بكسرالياء، لأنها تعين الصوم وبفتحها، لأن الناوي يعينها ويخرجها عن التعلق بمطلق الصوم، وجميع ذلك يجب قبل الفجر في الفرض ـ ولو نذرا أو قضاء أو كفارة أو كان الناوي صبياـ لخبر: من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له. رواه الدارقطني وغيره وصححوه. وهو محمول على الفرض بقريبة خبر عائشة. انتهى.
وقال البهوتي في كشاف القناع: ومن قال أنا صائم غدا ـ إن شاء الله ـ فإن قصد بالمشيئة الشك والتردد في العزم والقصد فسدت نيته، لعدم الجزم بها. انتهى.
وإن كنت أكملت هذا اليوم تطوعا جاز ذلك، لأن التطوع لا تشترط نيته من الليل على الراجح، وهو قول الجمهور، لحديث عائشة الذي تقدمت الإشارة إليه في كلام صاحب أسنى المطالب، وهوعند مسلم في صحيحه قالت عائشة ـ رضي الله عنها: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم شيء؟ فقلنا لا، قال: فإني ـ إذن ـ صائم.
ولو كنت أفطرت هذا اليوم فلا بأس، وبخاصة إذا كنت تحتاجين إلى الدواء، فإن فطر المريض في نهار رمضان إذا كان الصوم يضر به جائز فهاهنا أولى.
والله أعلم.