الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام تبييت النية في الصوم

السؤال

أنا مريض بمرض يمنعني من صيام رمضان، ولكنني أستطيع صيام يوم أو يومين في الأسبوع. فهل يجب أن أنوي الصيام لكل يوم أصومه بشكل منفصل، أم تكفي نية اليوم الأول في حالة الصوم المتقطع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتبييت النية واجب لكل يوم عند الجمهور، وعند المالكية: تكفي نية الشهر من أوله ما لم يقطع الصوم بسفر أو مرض، فإن قطعه وجب تجديد النية.

قال النووي في المجموع وهو شافعي: مذهبنا أن كل يوم يفتقر إلى نية، سواء نية صوم رمضان والقضاء والكفارة والنذر والتطوع، وبه قال أبو حنيفة، وإسحاق بن راهويه، وداود، وابن المنذر والجمهور.
وقال مالك: إذا نوى في أول ليلة من رمضان صوم جميعه كفاه لجميعه، ولا يحتاج إلى النية لكل يوم، وعن أحمد وإسحاق روايتان أصحهما: كمذهبنا والثانية: كمالك، واحتج لمالك بأنه عبادة واحدة فكفته نية واحدة، كالحج وركعات الصلاة، واحتج أصحابنا بأن كل يوم عبادة مستقلة لا يرتبط بعضه ببعض
. انتهى.

وقال الشيخ عليش المالكي في منح الجليل: وتكفي نية الواجب التتابع إن استمر تتابعه (لا إن انقطع تتابعه) أي: وجوبه (كمرض أو سفر) فلا تكفي النية الأولى، ولو استمر صائمًا فلا بد من تبييتها كل ليلة، هذا هو المعتمد كما في الْعُتْبِيَّةِ. انتهى.

فعلم بذلك أنه يجب عليك تبييت النية لكل يوم تصومه ما دمت تقطع هذا الصوم بفطر لأجل المرض في قول المالكية، كذلك وفاقًا للجمهور القائلين بوجوب تبييت نية كل يوم، لكونه عبادة مستقلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني