محل جواز الترخص في فعل بعض المحرمات

0 182

السؤال

قصتي طويلة ومعقدة نوعا ما وأرجو أن تفتحوا صدوركم لفهمها وإجابتي بالفتوى
إخواني إني شاب أعمل في مكان بعيد عن بيتي حيث أبيت خارج المنزل أسبوعا وإجازتي مقتصرة على العطلة الأسبوعية يومان فقط تزوجت من امرأة من أقربائي ومن بداية الزواج أحسست أن زواجي سيتعقد لعدم إمكانية التفاهم معها نتيجة ارتباطها الوثيق بأمها والمعروفة عندنا بأنها امرأة قوية ومسترجلة فكنت أي شيء أطلبه تأخذ رأي أمها إضافة إلى أن لسانها طويل فقلت مع مرور الأيام سوف تنسى هذا الطبع وتحملت ومن سوء الحظ أنه في بداية الزواج رزقت بولد منها ومرت الأيام وانتقلت إلى بيت خاص بنا وهي على نفس الحال وانتقلت إلى البيت بناء على رغبتها على الرغم من عدم رضا أبي وأمي ونتيجة استمرارها وعدم تغيرها ومحاولاتي المستمرة إلا أني وجدتها لا تبالي أو فترة قصيرة تتحسن ولكن لا جدوى من أي أسلوب فحاولت أن أهجرها أو أغير أسلوب معاملتي فوجدت أن الأمر زاد تعقيدا فطلقتها لعلي أن أهددها بهذا الشيء علما أنها كانت تطلب مني الطلاق بعد تغير أسلوب معاملتي معها وصلاتها متقطعة وتتركها لأيام وإذا أردت أن أعلمها الصلاة قالت أمي تصلي هكذا فتصلي مثلها!!وبعد الطلاق تحسن أسلوبها ولكن لمدة شهر أو شهرين بعد أن اعترفت بأنها تندمت أو كانت مخطئة ولكن تفاجأت بعد مشكلة بسيطة بيننا أنها تطلب الطلاق وتتحداني به وعادت أسوأ فبدأت أهجر البيت فأبقى في عملي أسبوعين أو أكثر تهربا من المشاكل بعد أن رزقت بطفل ثان!وبعد الطلاق بدأت أحس بمرض القولون وراجعت عدة أطباء فقالوا نتيجة حالة نفسية والمرض بدأ يزداد لحد أن الإمساك كان يستمر لمدة أسبوع وأكلي كان طبيعيا ونبهني أحد أصدقائي فقال لي أنت مسحور وهذا من عمل السحر فأردت أن أخبر أهلي فترددت حيث إنهم على علم بما كان يجري وأهلها كذلك ولكن لا جدوى من ذلك مهما نصحوها بقيت بالمعاملة السيئة وطول لسانها وجلست مع والدتي فأخبرتها سرا بموضوع السحر فتفاجأت أنها تعرف بأن زوجتي كانت تراجع أحد أقاربي من الذين يراجعون السحرة فقلت لها لماذا لم تخبريني قالت خفت أن لا تصدقني أو تحصل مشكلة بسببي فذهبت إلى صديقي وراجع أهل الخير فجلب لي ما يبطل السحر وتفاجأت أن ما كان يدعي الأطباء بالقولون النفسي قد انتهى ولم يبق أي إمساك وعند تصفحي في النت واطلعت على تقرير عن السحر المأكول أو المشروب فوجدت أن ما كان يحصل بي مطابقا لأعراض ما ذكر في التقرير وحتى والدتي قالت إنها سمعت تقريرا على قناة بداية عن السحر المأكول والمشروب فقالت أعراضه شبيهة بالتي قد كنت ذكرتها لها
وبعد فترة من شفائي من السحر الذي كان بي وخلال عطلة عيد الفطر المبارك الأخير خرجت أنا وصديقي في سفرة ورجعنا في اليوم الثاني فوجدتها غاضبة وقامت بإلقاء جهاز الموبايل على رجلي وبقوة وبدأت تتصرف بعصبية فقامت إلى غرفة النوم واتت بفراشي وألقته خارج الغرفة وقالت لن تنام هنا وكان الوقت مـتأخرا فنمت في الصالة وبعد أن صليت الفجر أتت وحاولت أن تبرر ما فعلته ولكني لم أقنع بكلامها فما فعلته بحقي كبير فقالت سوف أحرم نفسي عليك مادمت لم ترض بربكم كيف لزوجة تهدد زوجها بتحريم نفسها أو بالطلاق وحصل ما حصل وطلقتها الثانية بعد أن خرجت إلى بيت أختها وهي صاحبة الزعل أو كأنها صاحبة الحق في كل شيء وهذا ما كان يحصل دوما
فطلاقي كان بسبب تصرفاتها السيئة ونتيجة فعلها الأخير ونتيجة ما فعلته من سحر بعد طلاقها الأول ولكن سؤالي هل لوالدتي ذنب في ما حصل فهي تعلم بسوئها ولكن تقول أخاف أن أعتبر قد حرضتك نتيجة إبلاغك أنها تراجع الشخص الذي ذكرته!علما أن أخواتها معروفات بين أقاربنا ممن يراجعن السحرة والمشعوذين وغير بعيد أنها فعلت ذلك حتى أننا بعد الطلاق وجدنا سحرا فيه طلاسم ودعاء لأعادتها إلي.وهذا إثبات عن ما عملته من سحر لي بعد الطلاق الأول.
وبصراحة أجبت والدتي بأنها كانت مذنبة بأنها لم تبلغني بمراجعة زوجتي سابقا للسحرة وأن لا ذنب من طلاقها بما كل فعلته بي سواء من سوء معاملتها وسحرها!!!علما أن سحرها لي هو أحد الأسباب الرئيسية للطلاق
أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت أمك على يقين من اتصال زوجتك بهؤلاء السحرة أو غلب هذا على ظنها ثم كتمته عنك فإنها تكون مخطئة ولا شك خصوصا وأنها لا بد وأن تكون على علم بما بينك وبين زوجتك من شقاق وخصومة, ولا يعد إخبارها لك بذلك تحريضا على طلاقها ولا هو من المحظورات الشرعية بل هذا من باب النصيحة لك ولأسرتك فكيف تكتمه عنك؟                               

وقد دلت النصوص الشرعية على أن بعض المحرمات إنما يرخص في فعلها إذا تضمنت نصحا للمسلم ودفعا للشر عنه, كالغيبة والنميمة وفي ذلك يقول العز بن عبد السلام رحمه الله: الغيبة مفسدة محرمة، لكنها جائزة إذا تضمنت مصلحة واجبة التحصيل أو جائزة التحصيل انتهى.

 وفي إحكام الأحكام لابن دقيق العيد: فإن النميمة إذا اقتضى تركها مفسدة تتعلق بالغير أو فعلها مصلحة يستضر الغير بتركها لم تكن ممنوعة كما نقول في الغيبة إذا كانت للنصيحة أو لدفع المفسدة لم تمنع. ولو أن شخصا اطلع من آخر على قول يقتضي إيقاع ضرر بإنسان فإذا نقل إليه ذلك القول احترز عن ذلك الضرر لوجب ذكره له انتهى.

أما إن كان الأمر لدى أمك مجرد شكوك وأوهام فلا يلزمها أن تخبرك به لأن اتهام الناس بمجرد الأوهام لا يجوز بل لا بد من حجة بينة أو قرينة ظاهرة.

وعلى كل حال فلا تجعل من هذا سببا في التنغيص على أمك فإن حق أمك عليك عظيم ولا يجوز لك أن تواجهها بما تكره حتى وإن صدر منها تقصير ما فإنها ولا شك لم تقصد إلحاق الأذى بك بل كان قصدها من الكتمان مقصدا حميدا , وإن لم يوافق الصواب، وفي النهاية ننبهك على أن حل السحر إنما يكون بالرقية الشرعية المبينة في الفتاوى التالية: 5433 , 116797, 2244, 10981

  ويمكنك الاستعانة بالمتخصصين في العلاج بالرقية الشرعية من أهل العلم والديانة, ولكن لا يجوز لك بحال أن تستعين على ذلك بأهل السحر والشعوذة فهذا محرم كما بيناه في الفتوى رقم: 10981.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى