السؤال
أنا ولد وأحب ولدا في مدرستي، وهو مجتهد وعاقل ومحترم والناس يحبونه، هو شكله جميل جدا ، وأنا تعرفت عليه من أجل أني أحبه ويحبني، وأنا أحبه كثيرا ولكني لا أعرف إذا كان هو يحبني أم لا، فهو لا يبتسم لي ولا يمشي معي وإذا كلمته كل يوم يتضايق مني، كيف أجعله يحبني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن المحبة التي تقوم على غير أساس من التقوى، والصداقة التي تقوم على اتباع الهوى وتجر إلى المحرمات تكون عاقبتها وبالا في الدنيا والآخرة، وتنقلب يوم القيامة إلى عداوة يوم لا ينفع الندم، قال الله تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين {الزخرف:67}، فأحذر أن تكون محبتك لهذا الولد لمجرد جمال صورته فإن هذا يجر إلى ما لا يحمد عقباه فالمحبة بينكما ينبغي أن تكون في الله وليست لجمال صورة أو وجاهة أو مال، فالحب في الله والبغض في الله، من لوازم الإيمان بالله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله عز وجل. صحيح الجامع. وقد سبق بيان معنى الحب في الله وضوابطه في الفتوى رقم: 52433.
وينبغي لمن أحب شخصا في الله أن يخبره أنه يحبه في الله، فعن أنس بن مالك: أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟ قال: لا، قال: أعلمه، قال: فلحقه، فقال إني أحبك في الله فقال أحبك الذي أحببتني له. رواه أبو داود. كما أن من أسباب جلب المودة بين الناس إفشاء السلام والتهادي وطلاقة الوجه، وانظر في أسباب جلب محبة الناس الفتوى رقم: 22754.
والله أعلم.