أهمية الخشوع في الصلاة وقراءة القرآن بالتدبر

0 262

السؤال

أنا في صراع مع نفسي دائما ولدرجة أنني أصاب بالإحباط، وذلك لأنني أريد التقرب من الله وعبادته على أفضل وجه حيث إنني أعمل قصارى جهدي لطاعة الله والحمد لله، وأنني لا أترك فرضا، وأحاول أن أقوم بواجباتي الدينية على أكمل وجه ولكني للأسف أحبط، وذلك لأني أريد الخشوع وأن يكون قلبي ولساني حاضرا في صلاتي وقراءتي القرآن والتسابيح لكن لا أستطيع فأحس أن قلبي غير خاشع فيصيبني يأس وإحباط شديد لدرجة أنني أحس أن الله غير راض عني أبدا، فأصلي وأقرأ القرآن بإحباط شديد وقلبي حزين على نفسي لأني أشعر أن كل عباداتي لن أؤجر عليها بما أريده. فما هو الحل بربكم مع أنني أقرا القرآن وأتدبره وأصلي الصلوات في أوقاتها وأخاف الله كثيرا وأفكر بالموت كثيرا، وأحاول أن أتجنب أي شيء يغضب الله ولكن قلبي غير خاشع وخاصة عند الصلاة وقراءة القرآن. أرشدوني هل عبادتي لن تقبل؟
ملاحظة : الرجاء منكم إجابتي دون تحويلي إلى أسئلة سابقة تتضمن الإجابة الرجاء إجابتي وإعطائي رأيكم بقصتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك على ما أعطاك الله من الحفاظ على الصلوات والحرص على حضور القلب فيها، ونوصيك بعدم اليأس من النجاح في مهمتك، فبمواصلة مجاهدتك نفسك في إحضار قلبك وبتدبرك لمعاني القرآن ومعاني ما تقرأ من الأذكار والدعوات ستنال مطلوبك إن شاء الله، ونوصيك بالإكثار من سؤال الله تعالى ودعائه في أوقات الاستجابة.

واعلم أن الخشوع في الصلاة مرغب فيه كما في حديث مسلم: ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله.

وقد أوجب الخشوع بعض أهل العلم وهو المشهور عند المالكية ولكن المعتمد عندهم أن الصلاة لا تبطل بعدم الخشوع.

وذهب الجمهور من الفقهاء إلى عدم وجوبه والقولان متفقان على صحة الصلاة.

وأما القرآن فإن العبد يؤجر على تلاوته ولو لم يتدبره فلو قرأه أعجمي لا يفهم شيئا منه لنال أجر التلاوة الذي علقه النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة ولم يعلقه بالتدبر، وراجع الفتوى رقم: 119545

 ولكن يتعين مجاهدة النفس في التدبر لحض الشرع عليه في القرآن كما في قوله تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب. {ص:29}. وقوله:  أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها. {محمد:24}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات