الابتلاء لا يدل بالضرورة على غضب الله على عبده

0 256

السؤال

أنا متزوجة من 6 سنوات، أذاقتني فيها حماتي كل أنواع الظلم وأصناف الإساءة من تعييري بعدم الإنجاب لتأخري في الحمل 3 أعوام إلى تحريض على تطليقي، إلى سب وشتم في وجهي إلى سخرية من شكلي ولوني الأسمر، إلى سخرية من بيتي ونظافتي وغالبها افتراءات، والغيبة، والأصعب أنها تتهمني بالباطل بأفعال لم أقم بها وإهانات لها لم تصدر مني، وأعرف عند ما يعاتبني من حولي وتشتكي وهي تبكي وتدعي الانكسار وهي في تمثيل الضعف وقلة الحيلة قديرة كي يكرهني كل أبنائها وكل المحيطين بي وحتى الجيران، وقد فضح الله افتراءاتها في أكثر من موقف ولكنها لا تيأس أبدأ ولا تتعظ. وأنا رغم كل ما ذكرت لم أظلمها يوما ولم أرد الإساءة إلا بالصبر وبالإحسان وبتجنب الاجتماع معها قدر الإمكان . وإن أكن لا أنكر أني أحقد عليها وأحيانا أدعو عليها .والجديد الآن أنها توغر صدر زوجي ضدي حيث يوجه لي النقد اللاذع يوميا رغم أني والله أبذل كل ما في وسعي للقيام بكل واجباتي ويشهد الله والقريبون جدا مني أنها تلكيك كما يقال وكما يعترف هو في النهاية أن أدائي لواجباتي 90% وهم ينصحوني كي أتحسن أكثر وأنا أقول له لا تتبطر فالكمال لله وحده، كما أنكم لو تكلمنا عن التقصير والحقوق ستكونون مدينين بالكثير، ورغم أنه في النهاية يعود لرشده ويهدأ إلا أنها تظل وراءه حتى يتأثر بها من جديد ونعود للحرب وسجالها. ما حكم الدين في هذه المرأة ؟ وهل يحق لي الدعاء عليها وكرهها ؟ وهل هذا غضب علي من الله أو إشارة لتقصيري استغفر الله العظيم ؟ وبماذا أدعو الله ليخلصني نهائيا من أذاها ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت أم زوجك تعتدي عليك بسبك وشتمك وتسخر منك وتفسد بينك وبين زوجك، فهي ظالمة بلا شك ومرتكبة لأمور محرمة من قبائح الأخلاق ومساوئ الطباع.

وإذا كانت هكذا فدعاؤك عليها جائز بقدر مظلمتك دون تعد، لكن الأفضل هو العفو والصفح فذلك أنفع في الآخرة، وأحب إلى الله من القصاص.

كما أن ما تجدينه من كراهية لها بسبب أفعالها لا حرج عليك فيه، لكن احذري من التمادي مع مشاعر الكراهية فإن ذلك يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

واعلمي أن ابتلاءك بهذا الأمر ليس دليلا على غضب الله، فإن الله تعالى يبتلي عباده بالخير والشر، وقد يكون البلاء دليلا على محبة الله للعبد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

لكن ينبغي لك تجديد التوبة واجتناب المعاصي فإن المعاصي سبب لنزول البلاء، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة.

 وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.

وأما عن الدعاء الذي يكون سببا في التخلص من شرها، فمنه ما روي عن أبي بردة بن عبد الله، أن أباه حدثه، أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا خاف قوما، قال:  اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم. رواه أبو داود. وانظري الفتوى رقم: 127268، والدعاء عموما ينفع بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات