السؤال
كنت أواظب على صيام النافلة من كل أسبوع ثم تركته غفلة وتكاسلا لما يقارب العام, ثم عدت إليه بعد محنة أحلت بي وهم أهمني, لكن حين أنوي الصيام وأصبح عليه أجد في صدري ضيقا وغما شديدين, لا تفلح معهما ـ فورا ـ الصلاة ولا الذكر ـ والعياذ بالله ـ وأظل أتذكر محنتي وحزني وأتألم أكثر من باقي الأيام حين أكون مفطرة، فما الحل؟ كما أنني أخشى وأخاف أن يكون تعلقي بالصيام والطاعات ـ فقط ـ لما حل بي، وإذا فرج الله عني أغفل وأعرض عن ذكر الله ـ والعياذ بالله ـ وهذا الأمر يقلقني ويفسد تلذذي بالعبادة، فماذا أفعل؟ مع العلم أنني أسأل الله الثبات دوما.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الثبات والمغفرة لنا وللأخت السائلة، ونصيحتنا لها هي: أن تستمر في الصيام وأن لا تلتفت إلى ما تجده من الضيق والغم عند الصيام، فإن ذلك من الشيطان، ولا تلتفت إلى تلك الوساوس، وعليها بالتضرع إلى الله تعالى والإقبال عليه ـ على كل حال ـ وخصوصا عند نزول المصائب، فإن ذلك مطلوب بشدة، كما قال تعالى: فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون {الأنعام: 43}.
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية: أي: فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا إلينا، ولكن قست قلوبهم.
أي: ما رقت ولا خشعت. هـ.
وقال تعالى: وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون {الأعراف: 94}.
قال ابن كثير بالبأساء والضراء: يعني بالبأساء: ما يصيبهم في أبدانهم من أمراض وأسقام.
والضراء: ما يصيبهم من فقر وحاجة ونحو ذلك.
لعلهم يضرعون.
أي: يدعون ويخشعون ويبتهلون إلى الله تعالى في كشف ما نزل بهم. هـ.
فالتضرع إلى الله والاجتهاد في العبادة عند نزول المصائب والكرب لا يدل على فساد النية وليس أمرا مذموما بل هو مطلوب شرعا.
والله أعلم.