المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: هم الذين لا يسترقون.

0 479

السؤال

أريد أن أستفسر بخصوص حديث: الذين يدخلون الجنة بغير حساب: الذين وصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون.
حيث إنني لم أتنبه لوصفهم بالشرح إلا الآن، فهل من سبق وطلب الرقيه ثم بعد أن علم عزم على تركها بهذه الطريقة واستعان بالله ثم على نفسه في ذلك لن يدخل في الحديث؟ وأحيانا من باب المداعبة والمزاح في بيننا مثلا: بعد أن تنزل علينا أمطار وتتوالى عدة أيام ويأتي أحدهم ليستمتع بها فتنقطع نقول: إن وجهك نحس قطعت عنا المطر، وقد تحدث أقوال ومواقف مشابهة، مع العلم أننا نقولها بدون قصد ومع يقيننا التام بأن هذا أمر بيد الله وليس بيد الخلق، فما رأيكم في هذا؟ وهل يدخل في الطيرة؟ وهل يمكن أن لا ينطبق علينا الوصف الوارد في الحديث السابق؟ عسى الله أن يغفر لنا ذنبنا ويجعلنا وإياكم ممن يدخل الجنة بغير حساب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يدخلنا وإياكم في زمرة الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وقد ذكرنا في الفتويين رقم: 93499، ورقم: 49970، خلاف العلماء في المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام: هم الذين لا يسترقون. وذكرنا أن القول المختار في ذلك أنهم الذين لا يسترقون الرقى الشركية، أما طلب الرقية الشرعية فليس من ذلك ـ إن شاء الله.

وعلى كل حال، فمن استرقى جاهلا بفضيلة السبعين ألفا، ثم عزم على ترك الاسترقاء، فنرجو له أن لا يحرم من ذلك الوعد، وفضل الله واسع.

وقد سئل الشيخ عبد المحسن العباد أثناء شرحه على سنن الترمذي: من سبق أن استرقى أو اكتوى ثم تاب هل يدخل في السبعين ألفا؟ فقال: هو على خير. والله تعالى أعلم.

وأما ما ذكرته في السؤال مما يجري على الألسنة على وجه المزاح، فإنما هو لغو، وليس تطيرا ما دام لم يصحبه تشاؤم، وانظر الفتوى رقم: 33941، ومع ذلك فإنه يجب اجتنابه، لكونه منكرا من القول وزورا، ولسد باب التطير والاعتقاد الفاسد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة