السؤال
أريد الاستفسار عن ثلاثة أشياء أعاني منها: أولا: أريد الاستفسار عن أني بالامتحانات كنت أعاني من القلق حتى عند الدراسة. فهل هذا يدل على ضعف إيماني مع أني آخذ بالأسباب وأستعين بالله وأقوم الليل وأكمل دراستي بقيام الليل وأنتهي منها بوقت قليل جدا بقيام الليل، وبحمد الله حصلت على علامات عالية. فهل يدل قيام الليل بالامتحانات على نفاقي وعلى أني والعياذ بالله مصلحة. ثالثا وأخيرا أعاني من الوزن الزائد ولكني لا أعاني من السمنة المفرطة وأتذمر ولكني لا أسخط والعياذ بالله، وخففت من وزني الزائد والحمد لله ولكني ما زلت أعاني من الوزن الزائد. فهل يدل تذمري على عدم الرضا عن ما أعطاني الله، وأعرف أن زيادة وزني من نفسي ومن الأكل ولكني لا آكل كثيرا وليس هنالك أي خلل في الهرمونات ولكني أستفسر عن تذمري وشكرا جزيلا وأرجو الإفادة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويتقبل عبادتك ويثبتك عليها، فقد ذكرنا طرفا من أسباب القلق وعلاجه في الفتوى رقم: 46295 وما أحيل عليه فيها.
وأما الإقبال على الله وفعل الطاعات وقت الشدة فلا يدل على النفاق، بل وردت النصوص بذم من ترك ذلك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 20967، وانظر الفتوى رقم: 31529.
وإنما يكره للإنسان أن ينقطع عن العبادات بعد اعتيادها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل. متفق عليه.
ويستنبط منه كراهة قطع العبادة وإن لم تكن واجبة. فتح الباري.
وقال النووي: وفي هذا الحديث وكلام ابن عمرو أنه ينبغي الدوام على ما صار عادة من الخير ولا يفرط فيه.
فننصحك بالاستمرار في قيام الليل وسائر ما تفعلينه من أعمال البر، فعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل. متفق عليه.
أما أن يوصف تارك قيام الليل بالنفاق فلا، وانظري الفتوى رقم: 126131.
وأما التذمر من زيادة الوزن فإنه ينافي الرضا، إذ الرضا المقصود به هنا سكون القلب وطمأنينته إلى قضاء الله تعالى وأنه عدل وخير ، إلا أنه لا تلازم بين عدم الرضا وبين التسخط على أقدار الله، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 23586، ثم اعلمي أن الرضا لا ينافي الأخذ بالأسباب المشروعة لعلاج ذلك، وقد ذكرنا طرفا منها في الفتوى رقم: 123774.
والله أعلم.