رد المظالم لأصحابها وكيفية إبراء الذمة

0 208

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخي أنا عندي مظالم لا أعرف كيف أتخلص منها، سوف أسردها لكم:
1- قبل ثلاث سنوات كنت مستأجرا بيتا أنا وبعض الطلبة وهذا البيت قديم جدا، وذات مرة أردت أن أشحن بطارية حاسوبي فلم يمر التيار الكهربائي فأحضرت فاحصا، فعرفت أن هناك خيطا كهربائيا مقطوعا ففتحت صندوق الكهرباء حتى أحاول إصلاحها فأفسدتها يعني كان على الأقل المصباح يضيء فانقطع عنه هو كذلك الكهرباء، وكان هذا في آخر العام فلم نصلحها ولم نعط صاحب البيت نقودا لإصلاحها، والآن هذا البيت بعيد عني ١٢٠ كلم، لكن يمكن أن أحاول الذهاب له في إجازة.
2- مرة أوقفت تاكسي فلما ركبت أنفلت الباب من يدي فمرت سيارة ضربت الباب فأعوج قليلا فصاح صاحب التاكسي على صاحب السيارة وعلي، وقال في ضمن تسخطه هذا سيكلفني خمسين دينارا، فلما أوصلني حاولت أن أدفع له أكثر من أجرة التوصيل يعني أجرة التوصيل تقريبا نصف دينار فأعطيته كل ما في جيبي حسب ما أذكر ثلاث دنانير أو أقل فأخذ أجرته ورد علي الباقي وقال اذهب من أمامي.
شيوخي أنا الآن لا أعرف صاحب التاكسي؟
3- أما هذه المظلمة فقريبة الأجل منذ شهر كنت في المسجد ولما خرجت أنا وبعض إخواني كانت مساحة الممر بين السيارات ضيقة قليلا ولم أنتبه إلا بعد أن اصطدم جانبي الأيسر بمرآة السيارة فسمعت صوتا كأنه صوت تحطيم فالتفتت أنا ومن معي فوجدت المرآة كما هي يعني لم تتحطم، فلم ألق لها بالا وعدت إلى المنزل وأنا أخشى أن تكون تشقق البلاستك الذي يحمل المرآة وتكون مظلمة.
شيوخي أنا لست متأكدا أني سأعرف السيارة مرة أخرى فدلوني ماذا أفعل إن عرفتها وإن لم أعرفها؟
4- مرة كنت أنا وبعض الشباب ننظف المسجد فتبرع البعض وأحضر مكنسة لأن ما في المسجد لا يكفي، المهم لما كنت أنظف انكسرت المكنسة في يدي فتركتها وأخذت أخرى. شيخي لا أعرف ماذا أفعل وأنا لا أعرف هل المكنسة تتبع المسجد أو تتبع أحد الإخوة، مع العلم أن هذه الحادثة منذ أكثر من عام ولا أذكر من أحضر مكنسة ومن لم يحضر؟
شيوخي هذا ما أذكره الآن.
ملاحظة: شيوخي أنا مازلت طالب يعني لا أملك نقودا تكفي إن أجبتوني بدفع صدقة عن أصحاب المظالم لكن أتخرج هذا العام إن شاء الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.

ومن عرف صاحب الحق وأمكنه إيصال حقه إليه لزمه ذلك أو يطلب منه المسامحة فيبرئه من حقه فتبرأ ذمته بذلك، وإن جهل صاحب الحق أو لم يستطع إيصال الحق إليه، وأيس منه تصدق بقدر حقه عنه، ومن عجز عن أداء حقوق الناس ومظالمهم ولم يبرؤوه منها عزم على أدائها متى ما تيسر له ذلك، ووجب على أصحابها إنظاره إلى حين ميسرة، هذا من حيث الإجمال.

وأما ما سألت عنه من شأن صاحب التاكسي فإن ضمان الخطأ فيه على صاحب السيارة الذي باشر الخطأ لأنك متسبب غير متعد وهو مباشر.

 قال ابن قدامة في المغني: ومتى اجتمع المباشر مع المتسبب كان الضمان على المباشر دون المتسبب. انتهى.

وأما مرآة السيارة فلا يلزمك شيء لصاحبها إلا أن يكون حدث بها ضرر نتيجة الاحتكاك، وأنت قد رأيتها ولم تلاحظ شيئا ولم تعلم أنه أصابها شيء فالأصل براءة ذمتك.

 وأما كهربة المنزل فعليك تحمل ما أخطأت فيه لصاحبها لأنك تصرفت في ملك غيرك بدون إذن وبدون دراية أيضا كما هو واضح.

 وأما المكنسة سواء أكانت وقفا على المسجد أو لمالك معين فلا يلزمك شيء إذا كانت انكسرت في يدك بدون تعد منك، وإلا لزمك مثلها لمالكها، وانظر للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 27509، 54910، 16379.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات