السؤال
أود أن أستفتيكم جزاكم الله خيرا في أمر.
أنا أريد التوبة إلى الله من سماع الغناء واللهو وألتزم بالسنن كاهتمامي بالفرائض، وأتعاهد كتاب الله أكثر مما أفعل الآن، لكن هناك شيئين في حياتي أحبهما الأول الشعر لأني شاعرة، ومشاهدة الأفلام. ولكن ولله الحمد لا أشاهد الأفلام التي بها ما بها من محرمات سواء جنسية أو حتى رومانسية، فالحمد لله دوما أبحث عن الفيلم النظيف وأشاهده لأني من محبي أفلام الخيال والجريمة والتحقيقات. فهل الشعر ومشاهدة الافلام التي تخلو من المشاهد المحرمة يجرح الالتزام فأنا أريد الالتزام لأني كلما أتذكر الموت أو أهوال يوم القيامة أعيش عذابا ورعبا لا يعلمه إلا الله؟ جزاكم الله خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه الأخت السائلة إلى وجوب التوبة من جميع الذنوب والمبادرة بذلك، قال تعالى: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون* أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين* أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين* أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين. {الزمر:54-58}، وقال سبحانه: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما* وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما. {النساء:17-18}.
وأما الشعر فلا يشمله حكم واحد، وإنما يختلف حكمه باختلاف مضمونه، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، وانظري للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 122030 وما أحيل عليه فيها.
وأما مشاهدة الأفلام فالغالب أنها لا تخلو من وجود منكرات، حتى الأفلام المشار إليها في السؤال وإنما بعضها أشد قبحا وحرمة من بعض، وعموما فقد ذكرنا الضوابط التي يجوز بها مشاهدة الأفلام في الفتوى رقم: 59985 وما أحيل عليه فيها، وانظري أيضا الفتوى رقم: 51077.
والله أعلم.