السؤال
زوجتي خانتني أكثر من مرة مع شخص، وكانت تكذب وتقول لا، رغم شكي فيها، وكانت تقول السبب بعدي عنها، أنا مغترب في دولة عربية، وأطول فترة كانت سبعة شهور.
زوجتي خانتني أكثر من مرة مع شخص، وكانت تكذب وتقول لا، رغم شكي فيها، وكانت تقول السبب بعدي عنها، أنا مغترب في دولة عربية، وأطول فترة كانت سبعة شهور.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فخيانة المرأة لزوجها خيانة للأمانة، وخيانة لله عز وجل، وهي إثم عظيم وذنب قبيح يوجب غضب الله سبحانه وعقوبته، ويعظم الإثم ويقل حسب الخيانة، وأعظم الخيانة على الإطلاق فعل الفاحشة، فإن هذا من أعظم الكبائر التي توجب غضب الله ولعنته.
ولكن لا يجوز اتهام الزوجة بذلك بمجرد الشك أو الظن، لكن إن ثبت هذا ببينة قاطعة أو باعترافها فإنها تكون قد خانت الأمانة وضيعت حق ربها وحق زوجها.
وما تعتذر به لنفسها عن هذا الفعل من غيابك عنها ليس بعذر، ولا ينفعها عند الله ولا عند الناس، وكان عليها إذ تضررت من غيابك عنها أن تطلب منك العودة أو تطلب منك الطلاق إن رفضت الرجوع.
أما عن الحكم الشرعي فإن وقوع الزوجة في مثل هذه الأمور لا يحرمها على زوجها، ولكن يحرم على الزوج استدامة نكاحها إذا كانت مقيمة على فعل الفاحشة؛ لقوله تعالى: وحرم ذلك على المؤمنين {النــور:3}؛ ولأن هذا من الدياثة التي هي من كبائر الإثم التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. انتهى.
فإن تابت الزوجة من الفاحشة وحسنت توبتها، فالأولى أن يمسكها زوجها، وأن يحسن القيام عليها بما يصونها من هذه الفواحش، وإن أراد طلاقها فلا حرج عليه في ذلك.
وفي النهاية ننبهك على أن غياب الزوج عن زوجته في كثير من الأحيان يكون بابا عظيما من أبواب الفساد والشر، ولا يختص الفساد بالزوجة فقط بل بالأسرة كلها.
وراجع بيان المدة التي يحق للزوج أن يتغيب فيها عن زوجته بدون إذنها في الفتويين رقم: 131819، 125105.
والله أعلم.