الخوف من سخرية الزوج لا يسوغ ترك الطهارة الواجبة وترك الصلاة

0 351

السؤال

شعري خشن الملمس أضطر لاستخدام السشوار بعد الاستحمام، وزوجي لا يعرف بطبيعة شعري وهذا الأمر يضطرني لعدم الاستحمام بوجود زوجي حتى لا يرى شعري، فإذا كنت غير طاهرة لا أستطيع الاستحمام ولا أستطيع الصلاة وهذا الأمر يجعلني أقضي الليالي في البكاء لأنني لا أستطيع الصلاة ولا أستطيع إخبار زوجي خاصة أنه عاش سنوات طويلة في أوروبا في بلاد الجمال، وزوجي أيضا جميل والمشكلة أنني أيضا أعاني من انحناء الظهر. فماذا سيصبح مظهري بالنسبة له ؟ سيصبح كالعجوز وأنا عمري 31 عاما، والمشكلة أن زوجي يشمئز من الشعر المجعد فأنا أعيش في نار بين إرضاء ربي وإرضاء زوجي. أنجدوني هل أقدر على الاستحمام بدون وضع ماء على شعري أو ماذا أفعل خاصة أن زوجي من النوع العصبي والذي يجرح بالكلام لاأستطيع إخباره وأنا متزوجة من 7 سنوات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي هداك الله أن شأن الصلاة عظيم وأن خطر تضييعها وخيم، وترك الصلاة أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر بإجماع المسلمين. ونحيلك لمزيد الفائدة بشأن خطورة ترك الصلاة على الفتوى رقم: 130853.

 وكذا ترك الطهارة الواجبة للصلاة أو ترك بعض ما يجب فيها مع القدرة عليه من كبائر الذنوب، وفاعل ذلك متعرض لسخط الله ومقته وعقوبته العاجلة والآجلة، واعلمي هداك الله أن ما ذكرته ليس عذرا يبيح لك ترك الاغتسال الواجب بحال، فعليك أن تفعلي ما أمرك الله به من التطهر للصلاة امتثالا لقوله تعالى: وإن كنتم جنبا فاطهروا. {المائدة:6}.

وثقي أنه من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أسخط الناس برضا الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فطهارة المسلم وصلاته هي أهم ما يحرص عليه وأولى ما يفكر فيه، ومرضاة الله تعالى هي أكبر ما يحرص عليه العبد ففيها السعادة في الدنيا والآخرة، وليس لزوجك أن يعيب شيئا مما خلقك الله عليه. فإن كل خلق الله حسن. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد وغيره من حديث الشريد بن سويد رضي الله عنه.

ولا ندري ما المانع من استخدام ما اسميته بالسشوار بعيدا عن زوجك، فاجتهدي في هذا ما استطعت، فإن لم يمكن ذلك وتعرض لك زوجك بشيء من الأذى فذكريه بالله تعالى وبيني له أن هذا لا يجوز له وأنه يأثم بذلك، فإن لم ينته فاصبري فإن في صبرك الخير الكثير، وكل أذى يصيب المسلم فإن الله يكفر عنه به من خطاياه، وأما أن تدعي الصلاة لما ذكرت فهذا أمر لا يجوز البتة.

 وننبهك إلى وجوب قضاء ما تركته من الصلوات فإنه دين في ذمتك لا تبرئين إلا بقضائه لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة