السؤال
كنت أفعل أفعالا العياذ بالله منها، وأما الآن والحمد لله فقد تبت، ولكن كلما أتذكر أفعالي القديمة يصيبني ألم في صدري شديد جدا، وخاصة في الليل، وكل ما حاولت أن أنساها لا أستطيع، وحتي تراودني أحيانا في الصلاة، وأحزن شديدا في الصلاة، حتى في أحيان أبكي ويكون ليس بسبب الخشوع لكن بسبب أعمالي. فهل لديكم أي شيء تنصحونني به، لكي أعالج هذا الوهم الذي يراودني ليس يوميا بل في كل لحظة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تألم التائب من تذكر سيئاته السابقة مؤشر خير وهو دليل إن شاء الله على ندمه مما حصل منه وصدق توبته، ففي حديث الحاكم: الندم توبة. وينبغي للمسلم إذا تاب توبة صادقة واستغفر ربه من ذنبه أن يستبشر بمغفرة الله ورحمته فقد قال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء:110} وقال تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم {الأنعام:54}.
ولكن الشيطان قد يقنط بعض الناس من التوبة، ويضخم الذنب في أذهانهم، والواجب أن يقمعوا تلك الخواطر الشيطانية بما في نصوص الوحي من سعة رحمة الله تعالى، وأن يكثروا من النظر في نصوص الرجاء حتى لا تطغى المخافة على الرجاء، كما قال صاحب مطهرة القلوب:
والخوف والرجاء واجبان * بوفقهم ومتلازمان
لأن محض الخوف يأس والأمل * مجرد أمن وكل انخطل
قو الرجاء إذا العدو جعلا * يقطع من نفع المثاب الأملا
وهكذا إذا وجدت كسلا *عرض عند قصدك التنفلا
والله أعلم.