السؤال
هناك فتاة من أقاربي لها قصه وأريد حكم الشرع، أولا هي تعرفت على شاب وأحبته وأحبها، وكان يريد أن يتقدم لخطبتها وقد كان يعلم أهلها بالأمر، وكانوا فى انتظار أن يتقدم رسميا. وبعد فترة من تعلقها به اكتشفت أنه كان متزوج ومعه ابنه من طليقته، لم يختلف معها الأمر وتقبلته وقد وعدها الشاب بأنه لن يرد طليقته ووعدها أنه لن يتزوج غيرها. ولكن بعدها بأيام تغير حاله وأبلغها أنه لن يستطيع الزواج بها ولا يمكن أن تتم الخطبه أبدا وتركها. وهي الآن في حالة نفسية سيئة وتريد أن تذهب له وترمي نفسها تحت قدمه وتطلب منه العفو والغفران عساه يعود لها ويتزوجها وهي لا تدري أنه لن يحدث أبدا. أريد الحكم الشرعي ونصائحكم لإبلاغها بالأمر؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من حال هذه الفتاة أنها وقعت في عشق هذا الرجل والعياذ بالله، وقد سبق الحديث مفصلا عن علاج العشق في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 117632، 9360، 27626.
فالواجب على هذه الفتاة أن تتقي الله سبحانه وتتفطن إلى خطورة هذا المرض الذي ما استحكم بإنسان إلا وأفسد عليه دينه ودنياه، والواجب عليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتقطع كل علاقة لها بهذا الرجل بحيث لا تراه ولا تسمع له صوتا، ثم عليها بالمواظبة على الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه أن يصرف عنها السوء والفحشاء، ولتكثر من ذكر الله وإقامة الصلاة فإنهما حرز للمرء أيما حرز من مقارفة الفواحش والمنكرات. قال سبحانه: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. {العنكبوت:45}.
جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر، قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
وأخيرا فإنا ننصحها بالمحافظة على الرقية الشرعية المبينة في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 22104، 4310، 2244، 80694. أو مراجعة بعض أهل العلم والدين المتخصصين في الرقية الشرعية فربما كان للسحر دور في ذلك، ولتحذروا كل الحذر من الاستعانة بالسحرة والمشعوذين.
والله أعلم.