السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 متزوجة منذ سنتين، وزوجي إنسان متدين منذ أن دخلت سن البلوغ من 4 سنوات، وأنا لم أصل لله، ولم أصم تكاسلا مني، وليس لي أي عذر، وزنيت مرتين؛ مرة يعلم بها زوجي، ومرة لا يعلم بها أحد. ومع كل هذا فقد ستر الله علي، ولم يطلقتني زوجي أملا منه أن أتوب، وأنا كثيرة الحلف بالكذب متعمدة، كثيرة الطعن في أعراض النساء، وعاقة للوالدين حيث لم أرهما منذ 6 أشهر بدون سبب. أنوي تغيير كل تلك الطباع، وأريد التوبة من كل قلبي. أرجوكم ما هي كفارة كل ذنب؟ وما هي شروط التوبة لي؟ وأنا الآن نادمة كثيرا، ولا اعرف ماذا أفعل. أرجوكم ساعدوني وادعو لي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما ذكرته عن نفسك من ترك الصلاة والصيام، واقتراف الفواحش، والأيمان الكاذبة، والطعن في أعراض النساء، وعقوق للوالدين... ذنوب كبيرة، وهي منبئة عن عدم اكتراث بأوامر الله. ولا يوجد مثل هذا إلا بسبب ضعف شديد في الإيمان.
ونحن ننصحك أيتها الأخت بأن تبادري بالتوبة قبل أن تندمي حين لا ينفع الندم، وباب التوبة مفتوح بفضل الله تعالى لكل إنسان مهما بلغ ذنبه، ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو يعاين الموت ويتيقنه، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53}. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وأحمد، وحسنه الألباني.
فعليك بكثرة أعمال البر والطاعة تعويضا عما فات، فإن الله تعالى يقول: إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين {هود: 114}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وحسنه الألباني.
وبالجملة فقد سبق بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة، وذكر نصائح لاجتناب المعاصي، وبيان شروط التوبة ودلائل قبولها وما ينبغي فعله عندها، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10800، 1208، 93700، 5450، 75958، 29785.
وقد ذكرنا أقوال العلماء في قضاء الصوم والصلاة في الفتوى رقم: 127714.
والله أعلم.