السؤال
السلام عليكم: أنا متزوجة من 8 سنوات وملتزمة جدا جدا وأخاف الله وأراعيه، متزوجة من رجل قاسي القلب يغضب ويهجرني من غير أسباب ولكني أصالحه وأتودد له خوفا من الله فأخذها عادة كل يومين يغضب ويهجرني ولكني كبرت على هذه المرارة من غير سبب وأحس أني تعبت من مراضاته كل ساعة يغضب فيها ويظلمني من غير سبب ولكني الآن تركته تقريبا أسبوعين من غير أن أراضيه لأن أعصابي تعبت من مراضاته في كل حين وهو رجل لا يرضى بسرعة أيضا!! فقل لي يا أخي هل تركي له من غير ما أراضيه هذه المرة أغضب فيها رب العالمين مع العلم أني أقسم بالعزيز الحكيم أنني لم أفعل له شيئا ولم أثر غضبه؟ وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طلب رضا الزوج من الطاعات التي يتقرب بها إلى الله تعالى، فقد أمر الشرع المرأة بذلك وحثها عليه، ومما ورد في ذلك، ما رواه الحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة، فلحستها ما أدت حقه" وصححه الألباني.
وما رواه الترمذي عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم:العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون" وصححه الألباني.
وما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه، وعشاؤه، حتى يفرغ" وصححه الألباني.
وغير ذلك مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك أمر الإسلام الرجل بحسن عشرة زوجته والإحسان إليها، والرفق بها، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" وصححه الألباني.
وما رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم للنساء" وصححه الألباني.
وما رواه البخاري ومسلم وغيرهما، عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، ولعله يضاجعها في آخر يومه".
وكانت آخر وصية رسول الله صلى الله عليه في حجة الوداع" ألا واستوصوا بالنساء خيرا" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب نساءه، ويكون في مهنتهن، وورد عنه أنه سابق عائشة رضي الله عنها.
ومما سبق نعلم أن لكل من الزوجين حقا على الآخر، فإذا فرط أحدهما في حق صاحبه، فلا يفرط الآخر في حقه، لأنه من مقابلة السيئة بالسيئة، فلا يكون لأحدهما فضل على الآخر، لأن كلا منهما أساء، ولكن ينبغي أن تقابل السيئة بالحسنة، كما قال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون) [المؤمنون:96].
وقال في صفات أولي الألباب: (ويدرأون بالحسنة السيئة) [الرعد:22].
ولتعلمي أيتها الأخت الكريمة أن صبرك على أذاه لا يعلم ثوابه إلا الله، لقوله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر:10].
ولذلك فإننا نوصيك بالصبر والاحتساب، والإكثار من دعاء الله تعالى، فإن الدعاء يكشف البلاء، ويرفع الضراء، ونسأل الله أن يفرج عنا وعنك وعن جميع المسلمين.
والله أعلم.