السؤال
سمعت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد مات متأثرا بسم الشاة بعد ثلاث سنوات من الحادثة. سؤالي هو: كيف يمكن لسم الشاة أن يؤثر في النبي صلى الله عليه و سلم بعد 3 سنوات مضت من الحادثة؟
سمعت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد مات متأثرا بسم الشاة بعد ثلاث سنوات من الحادثة. سؤالي هو: كيف يمكن لسم الشاة أن يؤثر في النبي صلى الله عليه و سلم بعد 3 سنوات مضت من الحادثة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فموت النبي صلوات الله وسلامه عليه من أثر هذا السم أمر ثابت مشهور. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 50756.
وليس هناك إشكال في تأخر حصول الموت سنين بعد تناول السم، لأن الله تعالى قد عصم نبيه صلى الله عليه وسلم وحفظه من الموت المباشر، ومع ذلك ادخر له حظه من الشهادة بسبب هذه الأكلة، ليرفع بذلك درجته، فكان يعتريه المرض من تلك الأكلة أحيانا إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم، كما ذكر الحافظ ابن حجر في (الفتح).
ثم إن تأثير السموم عامة قد تختلف شدته على الأشخاص بحسب محض قضاء الله وقدره، أو بما جعله سبحانه في بعض الأجسام من مقاومة أثر السم، ومن ذلك ما ثبت عن خالد بن الوليد أنه شرب السم عمدا فلم يضره. وراجع الفتوى رقم: 105602.
ولهذا الاختلاف مات بشر بن البراء رضي الله عنه الذي أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأكلة من تأثير هذا السم، قبل النبي صلى الله عليه وسلم بمدة.
قال ابن حجر: الأشياء - كالسموم وغيرها - لا تؤثر بذواتها بل بإذن الله، لأن السم أثر في بشر بن البراء فقيل: إنه مات في الحال، وقيل: إنه مات بعد حول، ووقع في مرسل الزهري في مغازي موسى بن عقبة أن لونه صار في الحال كالطيلسان. يعني أصفر شديد الصفرة. اهـ.
والله أعلم.