السؤال
ماحكم قول: إنني أتخيل أن الله تعالى عندما يراك تبكي له وحده وليس لغيره، تبكي وتناجيه ، تنتفض رحمته، تنتفض ربوبيته، ينتفض جلاله. ويقول تعالى : يا ملائكتي ما أبكى عبدي ؟ ما أبكى عبدي ؟ ما خلقته لكي أراه هكذا. بارك الله فيكم.
ماحكم قول: إنني أتخيل أن الله تعالى عندما يراك تبكي له وحده وليس لغيره، تبكي وتناجيه ، تنتفض رحمته، تنتفض ربوبيته، ينتفض جلاله. ويقول تعالى : يا ملائكتي ما أبكى عبدي ؟ ما أبكى عبدي ؟ ما خلقته لكي أراه هكذا. بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في خطأ هذا التخيل، وأنه غير مطابق للواقع في شيء، ويكفي في ذلك أن ندرك محبة الله تعالى للبكاء من خشيته عند مناجاته بصلاة أو تلاوة أو ذكر أو دعاء ؛ خشوعا، وإخباتا وتضرعا، وقد مدح الله تعالى الموصوفين بذلك فقال : إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا* ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا*ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا (الإسراء) . وقال أيضا : أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ( مريم : 58).
فهذه الدموع من أحب الأشياء إلى الله، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين : قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله. رواه الترمذي وحسنه الألباني .
ومن السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. متفق عليه . وقد كان لصدر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي أزير كأزير المرجل من البكاء. رواه أبو داود والنسائي وأحمد، وصححه الألباني. وراجع للفائدة الفتوى رقم : 13106.
والله أعلم.