أمور تُفعل ليفوز العبد بمغفرة ربه

0 201

السؤال

كنت ملتزما ثم انتكست فأصبحت أشاهد الأفلام بأنواعها وأمارس العادة السرية، وأما الصلاة: فياليتني تركتها! لأنني لو تركتها كان الأمر سيكون أهون مما فعلت، فقد كنت أصليها أحيانا بالنقر كالديك ـ بل أسرع منه ـ وأحيانا كنت أصليها جالسا، وفي السجود لا أضع وجهي على الأرض، بل أنحني فقط، وأحيانا أصلي بدون وضوء، والآن أريد أن أعود إلى سابق عهدي من الالتزام، لكن أشعر أن الله أخرجني من رحمته وأشعر أنه لاتوجد توبة لفعلي هذا، وقلبي أصبح قاسيا لا توجد فيه رقة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا مكانة الصلاة ومنزلتها في الإسلام وخطورة تركها والتهاون بها، وانظر في ذلك الفتويين رقم: 1145، ورقم: 94213، كما سبق بيان حكم الاستمناء، أو ما يسمى بالعادة السرية في الجواب رقم: 7170 ، فليرجع إليه.  

فعليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وتعلم أنه لا أحد يحول بينك وبين التوبة، فاطرح عنك هذا الشعور، فإنه من وساوس الشيطان ومكائده ليزرع في نفسك القنوط واليأس من مغفرة الله ورحمته, فالقنوط من رحمة الله كبيرة من أكبر الكبائر، كما في قوله تعالى: ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون.

{ الحجر: 56 }.

وفي قوله تعالى: ورحمتي وسعت كل شيء.

{ الأعراف: 156 }.

الآية.

وهو تعالى أرحم بعباده من الأم بولدها يحب التوابين ويقبل توبة التائبين ـ مهما عظمت ذنوبهم ـ كما قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله  إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.

{ الزمر: 52 }.

فما عليك إلا أن تبادر بالتوبة النصوح وتعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له, وتبتعد عن هذه المعاصي بالكلية وتعقد العزم الجازم على أنك لن تعود إليها فيما بقي من عمرك, وتبتعد عن أصدقاء السوء وتحافظ على الصلوات مع الجماعة وتصاحب الأخيار وتداوي قساوة قلبك بكثرة تلاوة القرآن وتدبره، فإذا فعلت ذلك غفر الله لك كل ما أسلفت من الذنوب والآثام، بل أكثر من ذلك يبدل سيئاتك حسنات، كما قال تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما.

{ الفرقان: 70 }.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات