السؤال
ما حكم فتح حساب جار في أحد البنوك بدون فوائد علما إن البنك سوف يقوم بتقسيم المبلغ إلى أسهم إما بقيمة ألف أو خمسمائة ومن ثم يقوم بإدراج الأسهم في سحب على عدد من المبالغ النقدية المتعددة لجميع المودعين كل فترة ويستمر السحب ما بقي المبلغ الأساسي مع إمكانية سحبه في أي لحظة بدون زيادة أو نقص؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن البنوك الربوية لا يجوز التعامل معها بأي نوع كان، ولو كان بفتح حسابات جارية فيها، لما في ذلك من التعاون مع أصحابها على ما هم عليه من معاص، والله تعالى يقول: (ولا تعاونوا على الأثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) [المائدة:2].
وهذا العمل الذي يقوم به هذا البنك لا يخفى أنه لون جديد من ألوان التحايل على الربا، وذلك لأن عملية الإيداع هي من قبيل القرض، فالمودع مقرض، والمودع عنده -وهو البنك مقترض- وباحتمال الحصول على هذا المبلغ المذكور يكون المودع أقرض من أجل الحصول على السماح له بالمشاركة في عملية السحب التي يرجى من ورائها الحصول على الجائزة المرصودة.
لذا فنقول للسائل: لا يجوز الإقدام على فتح حساب في هذا البنك، ولو لم تكن هناك فائدة على الطريقة المعروفة لدى البنوك الربوية، لأن هذا من قبيل السلف الذي يجر لصاحبه النفع، وهو لا يجوز - كما هو معروف - ولا يخفى أيضا أن هذا المبلغ المرصود إنما هو فائدة الودائع، ولكن قدمت في ثوب جديد، وبصورة أخرى أشبه ما تكون بالميسر، وهو ما لا يخلو فيه أحد الطرفين من خسارة، فالذي يضع ماله في هذا البنك رجاء الحصول على المبلغ المرصود، قد تمضي عشرات السنين والبنك يتاجر في أمواله بدون أن يحصل هو على ما كان يترجى.
والله أعلم.