السؤال
أنا شاب عمري 21 سنة. للأسف المغريات كثيرة جدا في هذا العصر. يا حضرة الشيخ والله ما أعرف كيف أبدأ يا شيخنا الغالي، أنا بعد صلاة الفجر في رمضان ( اليوم ) مارست العادة السرية قبل النوم. بالاحتكاك على السرير و ليس باليد، و عندما اقتربت من القذف، قذقت ولكن مسكت ذكري بقوة شديدة و لكن لم ينزل شيء والله أعلم.. بعد ذلك ذهبت الى دورة المياه أجلكم الله فوجدت شيئا لزجا على رأس الذكر أعزكم الله احتمال يكون مذيا والله أعلم ثم تبولت. السؤال: الله يجزيكم خيرا هل أنا مفطر؟ وهل الله غاضب علي؟ يا شيخ والله إني خائف أني أكون مفطرا ومتندم وكاره نفسي الوسخة الأمارة بالسوء، وكاره حياتي يا شيخ المغريات من كل محل والله إني أفتح الإيميل لضرورة الدراسة أجد أشياء تظهر غصبا لاحول ولا قوة إلا بالله، والله تعبت نفسيا، وكرهت نفسي التي تجبرني على فعل هذا الفعل القبيح ! يا شيخ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه. هل يشملني قول الرسول عليه الصلاة و السلام ؟؟ أرجوكم ردوا علي أرجوكم الله يخليكم و يرفع مقداركم أنا في حيرة قاتلة. جزيتم خيرا. ودمتم في حفظ الله ورعايته.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتعمد الاستمناء محرم، سواء كان باليد أو بغيرها، وتعمده في نهار رمضان أشد حرمة لما فيه من تعريض الصوم للفساد، فإن ترتب عليه إنزال فسد الصوم وإلا لم يفسد.
قال ابن قدامة: ولو استمنى بيده فقد فعل محرما ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة. انتهى
وبه يتبين لك أن ما أقدمت عليه خطأ عظيم، إذا كان هذا الشيء اللزج الذي وجدته على رأس الذكر هو المني الخارج إثر الاستمناء، ومن ثم فقد فسد صومك لهذا اليوم، ولزمك قضاؤه مع التوبة النصوح إلى الله تعالى، وأما إن كان الخارج منك مذيا فإنه لا يفسد الصوم على الراجح كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 134712، وأنت إذا تبت إلى الله توبة نصوحا محت توبتك آثار هذا الذنب، ورجي لك أن تكون مستحقا للوعد الذي يستحقه من صام رمضان إيمانا واحتسابا.
واعلم أن التوبة تمحو الذنب وتزيل أثره كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فتب إلى الله توبة نصوحا، واستغفر ربك نادما على فعلك.
واعلم أن ذنبك مهما كان عظيما فإن عفو الله أعظم، وقد قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}
وأما ما ذكرته من أمر المغريات الكثيرة والفتن المنتشرة فهو صحيح، ولكن بقدر صبر العبد عليها وثباته في مواجهتها تكون مثوبته عند الله تعالى، والأمر إنما يحتاج منك إلى مزيد من الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وعليك بدوام مراقبة الله تعالى، واستحضار اطلاعه عليك، وأنه أقرب إليك من نفسك، فتخشاه وتحذر أن يطلع منك على ما يكره، وأكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن ومجالسة الصالحين ففي ذلك الخير الكثير، وعليك بالإسراع بالزواج إن استطعت إلى ذلك سبيلا، وإلا فأكثر من الصوم فإنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم للعاجزين عن النكاح من الشباب، ونسأل الله أن يجنبك وسائر شباب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.