السؤال
أعيش بين أفراد أسرة يرون الذنب كذباب مرعلي أنفهم يقولون به هكذا، وقد دعوتهم مرارا، والآن أنا مكتئب ومغتاظ جدا لبرودهم، فأريد كلمة مواساة لقلبي المحترق تطفئ نار غيظي، فهم الذين يعصون الله وأنا الذي أحترق كمدا. قل لي شيئا يخفف عني أرجوك.
أعيش بين أفراد أسرة يرون الذنب كذباب مرعلي أنفهم يقولون به هكذا، وقد دعوتهم مرارا، والآن أنا مكتئب ومغتاظ جدا لبرودهم، فأريد كلمة مواساة لقلبي المحترق تطفئ نار غيظي، فهم الذين يعصون الله وأنا الذي أحترق كمدا. قل لي شيئا يخفف عني أرجوك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك أخانا الكريم أن وفقك الله لوظيفة الأنبياء، والتي هي العمل بطاعة الله ودعوة الناس إلى ذلك. ولا شك أن هذا الشأن الجليل يحتاج إلى صبر ومصابرة، وحكمة ومجاهدة، وعلى قدر إحسانك في هذا الشأن يكون مقامك عند الله تعالى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده. رواه أبو نعيم في الحلية، وحسنه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم وحسنه الألباني.
والله تعالى لا يضيع ثواب عامل أبدا، فمهما لاقيت من مشاق في طريق الاستقامة والدعوة إلى الله، فستجد العاقبة الحسنة لذلك في الدنيا، وأجره الموفور في الآخرة، فقد أخبر الله تعالى عن نفسه فقال: أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى {آل عمران: 195} وقال: إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا {الكهف: 30} وقال: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين {يوسف: 90} وقال عز وجل: واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين {هود:115}. فهو سبحانه يضاعف المثوبة أضعافا مضاعفة، كما قال تعالى: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما {النساء:40} وقال: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون {الأنعام:160} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة، يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة. رواه مسلم. وعليك أخي الكريم أن تتذكر أن أعمالك الصالحة إنما هي من فضل الله عليك وتوفيقه لك، فقد كان من الممكن أن تكون مثل هؤلاء الغافلين، فاحمد الله تعالى، وأد حق نعمته عليك بشكره وبذل الجهد في الدعوة إليه، قال تعالى: ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء {النور: 21} وقال: ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا {النساء: 83} وأما ما يتعلق بإعراض أفراد أسرتك وغربتك بينهم فهذا أمر كثير الحصول، وهو من الابتلاء الذي يميز المؤمن الصادق من غيره، وراجع في ذلك وفي ما ينبغي في مثل هذه الأحوال الفتوى رقم: وراجع في أمر الدعوة إلى الله وما يتعلق بها من آداب وما تحتاجه من بصيرة وصبر، الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 13288 ، 126270،
والله أعلم.