السؤال
هل الابتلاء دليل على غضب الله؟ فأنا أشعر أنني أسوأ الناس ولا أستحق أن أكون سعيدة في هذه الدنيا، لأنني قد ارتكبت الكثير من المعاصي وأشعر بأنني مهما تبت فلن يقبل مني أبدا، كما أنني أشعر بأن الله يحب أختي حيث إن كل شيء ميسر في حياتها ـ فلها وظيفة جيدة وهي مقبلة على الزواج ـ إن شاء الله ـ من شاب طيب جدا كما أن الجميع يحبها ويمدحها، أما أنا فأشعر بأن لا حاجة لي في هذه الدنيا وبأن الله يعاقبني لكثرة ما عصيته فلم أوفق في الحصول على وظيفة وابتليت بالوسوسة في العبادات وقد لا أستطيع الزواج قط، حيث أصابني التهاب في المسالك البولية لم ينفع فيه أي علاج، وأشعر أن كل الأبواب قد أغلقت أمامي وبأن مصيري إلي الهلاك وبأنني من أهل النار مهما حاولت أو فعلت مما يجعلني أقول في نفسي أحيانا ما الفائدة من فعل الخير، حيث إنني أرجع إلى الوراء أكثر من أن أتقدم.
أرجو أن أجد النصح عندكم فأنا ما عدت أطيق.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالابتلاء ليس دليلا على غضب الله، بل قد يكون دليلا على محبة الله للعبد، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي.
لكن ينبغي للعبد تجديد التوبة واجتناب المعاصي، فإن المعاصي سبب لنزول البلاء، فقد قيل:
لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.
والمؤمن لا ييأس أبدا، مهما أصابه من بلاء، فعليك أن تحذري من كيد الشيطان وأن يلقي في قلبك اليأس، وأحسني الظن بالله وفوضي أمرك إليه، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا.
واعلمي أن التفاؤل من صفات المؤمن وهو شعور يمنح الإنسان طاقة نفسية تجعله قادرا على مواجهة الصعاب والتغلب على المشكلات وهو ينبع من حسن ظنه بالله تعالى وثقته به وتوكله عليه، وراجعي الفتوى رقم: 124844.
واحرصي على ما ينفعك واجتهدي في تحصيل الأسباب التي تحميك من ضيق الصدر وكآبة النفس، وهي مبينة في الفتاوى التالية أرقامها:118940، 26806، 50170.
واعلمي أنه لا كاشف للضر إلا الله، ولا راحة للقلب ولا طمأنينة للنفس إلا في ظل طاعة الله، فأقبلي على ربك وجددي التوبة إليه وتضرعي إليه واحرصي على الرفقة الصالحة وسماع المواعظ النافعة مع كثرة الذكر والدعاء فإن الله قريب مجيب.
واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيع جهدك أبدا، وأبشري بكل خير، قال تعالى: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين. {يوسف: 90}.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع، لمزيد من الفائدة.
والله أعلم.