السؤال
أرجو من فضيلتكم أن يتسع صدركم الكريم لروايتي
أبلغ من العمر خمسين عاما، ورغم أنني قمت بالحج والعمرة مرات عديدة إلا أنني في معظم أيام حياتي لم أكن من المحافظين تماما على الصلاة فكنت أصلي فترة وأتكاسل أخرى.
وكنت أفطر في رمضان بعض الأيام في صغري، وفي حياتي تعرفت على بعض النساء، ولكن لم يصل الطريق لأكثر من مقدمات الزنا، وامتدت يدي للسرقة عدة مرات، وكثيرا ما لجأت لليمين الكاذبة والغيبة والنميمة والنظرة المحرمة والدخول على المواقع الخليعة.
وبالرغم مما سبق لم أضيع الزكاة طوال حياتي، ولم أتأخر أبدا عن مد يد العون لمحتاج وكنت بارا بوالدتي ـ رحمها الله ـ ووالدي ـ أطال الله عمره ـ وواصلا لرحمي على قدر الاستطاعة.
سيدي الفاضل: أشياء كثيرة من المحرمات وقعت فيها، والأدهي أن خلفيتي العلمية والدينية جيدة جدا، وكل من يتعامل معي يحبني ويحترمني، فأنا إنسان محترم جدا مع الناس، ولكن لا أبدو كذلك مع الله سبحانه وتعالى، وكنت دائما أشعر بتأنيب الضمير، وبعد فترة أعود للمحرمات، مع علمي التام بأن ما أفعله كله حرام، ولكن الشيطان تمكن مني فعلا، وكان دائما يوسوس لي بأنه طالما القلب نظيف، ويعرف الله فلا شيء عليك، وقد بدأت منذ فترة أفيق مما أنا فيه وأقولها بصراحة كان ذلك بعد ابتلاء شديد وقعت فيه؛ من ضياع الأموال وخسارة كبيرة تعرضت لها، فتبت إلى الله من كل المحرمات، وانتظمت في الصلاة والصوم، وكففت يدي وعيني ولساني عن كل محرم، وانتظمت في الاستغفار والتسبيح والدعاء والبكاء بين يدي الله ليقبل توبتي ويغفر لي، كما أدعو الله أن يقيل عثرتي ويفتح علي أبواب الرزق حتى أستطيع رد المظالم التي في رقبتي.
لقد تبت وعزمت على أن لا أعود لذنوب الماضي بالرغم من أن الشيطان كثيرا ما يذكرني بذنوب فعلتها، وأعرف أنه يريد أن يقضي على عزيمتي، ولكنني أجاهده، ومع ذلك أحس أن الله قد لا يقبل الدعاء بما فعلته من ذنوب وخطايا.
فهل يقبل الله توبتي وقد عزمت عليها؟ وماذا أفعل فيما فاتني من صلاة وهي كثيرة؟ وأحاول صلاة كل الرواتب والصلاة في الليل.
وباقي الذنوب وأهمها حقوق العباد التي لا بد من أدائها، وفي الوقت الحالي ليس لدي إلا ما يكاد يكفيني أنا وأولادي حيث وضعت كل ما تبقي لي من مال في مشروع صغير لا يدر الآن دخلا.
أدعو الله كثيرا أن يقبل توبتي وأن يرزقني وسأظل أدعو، ولكن أخاف من أن يكون الله لا يستجيب لي بسبب ذنوبي وما أكلته من حرام، فهل حقا كثرة الذنوب تمنع استجابة الدعاء، وأكل الحرام في الماضي وإن تبت منه كذلك.
فأنا أدعو بأن يرزقني الله لأرد كل ما امتدت إليه يدي.
وآسف على الإطالة. وجزاكم الله خيرا.