السؤال
أريد أن أكفر عن ذنوبي، فعند ما كان عمري: 18 إلى 24 كنت أدخل الشات والماسنجر وكنت أتكلم بكلام يتعلق بالجنس وكلمت فتاة واحدة ـ فقط ـ بالهاتف وكنت أريد أن أتزوجها، لكن لم يحدث نصيب، وتكلمنا عن الجنس ـ أيضا ـ وأشاهد الأفلام الخليعة ـ الله يكفينا شرها ـ وأفعل العادة السرية، ولله الحمد تركت العادة السرية ومشاهدة الأفلام ولم أكلم الفتيات أبدا بعد أن كلمت الفتاة التي أريد أن أتزوجها، ولم أزن ـ ولله الحمد، عسى الله أن يغفر لي ولجميع المسلمين ـ لكنني أريد أن أكفر عن كل شخص تكلمت معه بالشات، وذلك بتوزيع صدقة جارية ـ كتيبات إسلامية ـ عنهم، وذلك بنية في قلبي عسى الله أن يقبل مني، لأنني لا أريد أن يحاسبني الله بما قلت لهم وأريد أن أبرئ ذمتي في الدنيا قبل الحساب، وهل الله سيقبل مني، وآسف على كلامي.
أرجو أن تجيبوني.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نسأل الله لنا ولك أن يغفر لنا ويكفر سيئاتنا، ونفيدك أن التكفير للسيئات يحصل بالتوبة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة واستقامة العبد على تقوى الله، فقد قال الله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم. { الأنعام: 54 }.
وقال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. { النساء: 110}.
وقال تعالى: فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم. { المائدة: 39 }.
وقال تعالى: ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا. { الطلاق: 5 }.
وقيامك بالصدقة الجارية ـ بما فيها طبع الكتب المفيدة وتوزيعها ـ من الأعمال الصالحة التي ينفعك الله بها، لما فيها من الدلالة على الخير، ويجوز عند الحنابلة أن تهدي الثواب لغيرك، كما قال الحجاوي في الزاد: وأي قربة فعلها وجعل ثوابها لميت مسلم، أو حي نفعه ذلك. انتهى.
ولكن الأولى أن تستغفر لهم، والاستغفار لهم مما رغبت فيه النصوص، فقد قال الله تعالى: وادع إلى ربك.{الحج: 67}.
وقال تعالى: واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم. {محمد: 19}.
وفي الحديث: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. رواه الطبراني، وحسنه الألباني.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 79657.
والله أعلم.