التوبة تمحو أثر الذنب بإذن الله تعالى

0 186

السؤال

وأنا في الحادية عشرة من عمري كان ابن خالي يكبرني بأربع سنوات، وكنت أنا وهو نعيش عند جدتي ولم يكن والدانا يأتيان إلينا إلا للاطمئنان علينا فقط أي لا يقعدان معنا سوى ساعتين على الأكثر في اليوم، وكانت جدتي امرأة كبيرة في السن فكانت حركتها بطيئة وكنا نبيت أنا وهو على سرير واحد حتى جاء ابن خالي إلى في يوم وبدأ يحثني على ممارسة اللواط معه بحيث يكون هو في وضع الذكر وأنا في وضع الأنثى، ففي البداية رفضت وكنت خائفا إلا أنه من كثرة إلحاحه علي فعلها معي وكنا على هذا الوضع لمدة شهور، وبعدها رجع كل منا إلى بيته، أنا في هذه السن لم أكن قد بلغت ولم أكن على علم وقتها بعقوبة فعلة اللواط عند الله وبعد ما علمت بها استغفرت الله ولم أفعلها، ولكن للأسف بعد ذلك لم أكن أقدر أن أعيش بدون أن أفكر في هذه الفعلة وأنا عمري الآن 27 سنة وأقسم بالله العظيم أنني لم أفعل هذه الفعلة مع أحد بعدها، ولكن للأسف لا أعرف لماذا حتى يومي هذا تأيتني هذه الفعلة ما بين الحين والآخر وأتعذب نفسيا ولكنني والله لم أفعلها ولكن يمكن أن أتخيل أن أحدا يفعلها معي. فلا أعرف هل هذا التأثير بسبب فعلى لها وأنا صغير والآن لا يفارقني التفكير فيها حتى يومي هذا.
فالسؤال يا شيخ: هل التفكير في هذه الفعلة يعنى أنني لواطي؟ وهل يمكن أن أكون من الذين لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم يوم القيامة والذين لن يروا الله؟ فلا أعرف هل تأثيرها علي تأثير نفسي أو عضوي وأنا لا أعرف إلى من أذهب، فكلما تعبت نفسيا منها أدعو الله وألجأ إليه ولكن للأسف لا أعرف ماذا حدث لي حتى أنني تغيرت في معاملتي مع الناس، فأفدني وانصحني يا شيخ وإذا يمكن أن تقدم لي العون والمساعدة فساعدني بالله عليك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أن تعرض عن التفكير في هذا الأمر ولا تلتفت لتلك الوساوس، فلو فرض أنك قد وقعت في هذه الفاحشة بعد بلوغك  ثم تبت منها توبة صحيحة  فإن التوبة تمحو أثر الذنب وتزيل عن التائب الوصف بالعصيان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  التائب من الذنب كمن لا ذنب له.  رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.

فكيف وقد وقعت تلك الأمور قبل بلوغك الحلم ؟  والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أبو داود وصححه الألباني.

فاحذر من التمادي مع تلك الأوهام ومجاراة الشيطان في تلك الوساوس التي تشوش عليك فكرك وتفسد عليك عيشك، و أقبل على ما ينفعك في دينك ودنياك، واحرص على صحبة الأخيار الصالحين وسماع الدروس والمواعظ النافعة،  ومن أعظم ما يعينك على التخلص من تلك الوساوس  كثرة الذكر والدعاء، فإن لهما أثرا عظيما يغفل عنه كثير من الناس، وانظر في فوائد الذكر الفتوى رقم: 95545 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات