ما ضرها إن أوذيت لأجل دينها وحجابها

0 224

السؤال

لقد لاحظت أن البنات المحترمات والملتزمات بالحجاب الشرعي، بل والمنقبات هن من يتعرضن للإساءة من الشباب في الشارع وكذلك هن من يتأخرن في الزواج على العكس البنات غير الملتزمات واللواتي يرتدين ملابس سيئة تبرز مفاتنهن هن من يخطبن ويتزوجن، بل والشباب يخشون أن يتعرضوا لهن بأي إساءة وهذا يزعزع الإيمان لدى الملتزمات ومنهن من تخلع الخمار، أو النقاب لكي تصبح مثل البنات الأخريات، لكي تتزوج، وأنا الآن أسألكم لماذا يحدث ذلك؟ أليس المفروض أن يحدث العكس حتى تتقي البنات غير الملتزمات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته هو ما قد لاحظته أنت، ولكن من المعلوم أن الغالب أن المرأة المستقيمة على طاعة ربها الملتزمة بحجابها يجعل الله تعالى لها هيبة، فقلما يتعرض لها الفساق بسوء، وهذا مصداق قول الله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما. {الأحزاب: 59}. وراجع في تفسير هذه الآية الفتوى رقم: 2595.

ولا يبعد أن تتعرض المستقيمة إلى شيء من أذى الفساق، ولكن ليس هذا بالسمة الغالبة، وما ضرها إن أوذيت لأجل دينها، فلها العاقبة الحميدة في ذلك، قال الله سبحانه: إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * وما أرسلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون. {المطففين: 29ـ 35}.

وهكذا الحال بالنسبة لأمر الزواج منهن، فإن الأمر فيه على العكس مما ذكرت، فقد رأينا كثيرا من غير الملتزمين من إذا أراد الزواج بحث عن الفتاة المستقيمة لكونه لا يثق في المتبرجات لما يعلم من حالهن، وكثرة العوانس ليس أمرا خاصا بالملتزمات وليس أمرا غالبا فيهن، ولكن هنالك مشكلة عامة وهي عزوف كثير من الشباب عن الزواج لأسباب كثيرة، ومنها قلة ذات اليد لدى هؤلاء الشباب وإصرار بعض الأولياء على المغالاة في المهور وغير ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات