ظاهرة عدم تذوق حلاوة الإيمان وعلاجها

0 240

السؤال

أنا شاب أريد أن يزداد قلبي بمعرفة الله سبحانه وتعالى، لأنني كلما فعلت خيرا وتركت معصية لا أشعر بلذة الخشوع وتأتيني وساوس بطريقة لا أفهمها بنفسي, فمثلا أحاول أن أكون على وضوء في أكثر الأوقات، ولكن إذا تكاسلت في بعض الأحيان يأتيني شيء في ذهني يقول لي إن إيماني ضعف، أو مثلا عندما لا أصلي بعض السنن ـ ويكون هذا نادرا ـ يأتيني نفس التفكير، أو حتى عندما يمسني ضر بسيط يأتيني تفكير يقول لي إنك وإن كنت ملتزما فسيصيبك ضر، فأنا لا أدري هل هذا من الشيطان؟ أشعر أنه يريد أن يجعلني أعتقد أن الالتزام بالدين فيه شيء من التعقيد ـ والعياذ بالله ـ هذه الوساوس تغيب أحيانا وتأتي أحيانا.
كيف أحقق إيماني؟ وكيف أعرف أنني من المهتدين؟ ولست من الذين يعبدون الله بجسد بلا روح وتلذذ، فأنا أكره هذه الوساوس، لأنها تجعلني أسأل نفسي لماذا لا أذوق حلاوة الإيمان بعد ما تركت كثيرا من المعاصي؟. أرجو أن تدعو لي بالهداية وطلب العلم لكي تتنور بصيريتي، وأيضا أرجو أن يكون سؤالي واضحا وأثابكم الله تعالى على ما تقدمونه لنا من علم نافع وأدخلكم جناته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن رجوع العبد باللائمة على نفسه واستياءه إذا حصل منه تقصير في حق الله لهو من مؤشرات الخير وأمارات الصلاح، قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن. رواه الترمذي في سننه، وصححه الشيخ الألباني.

 قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: من سرته حسنته ـ أي إذا وقعت منه ـ وساءته سيئته أي أحزنته إذا صدرت عنه ـ فذلكم المؤمن: أي الكامل، لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة، وقد قال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة. انتهى.

وإرجاع ذلك إلى ضعف الإيمان أمر وجيه، لأن الكسل عن الطاعة من آثاره، ولكن لا تنبغي المبالغة في ذلك لئلا يورث الإنسان فقد الثقة بنفسه واليأس من إصلاحها، وهذا عواقبه وخيمة, ولا شك أن للشيطان الرجيم دورا في مثل هذه الوساوس حتى يعسر الطاعة على العبد ويبغضها إليه، والإحساس بأن الدين فيه عسر وتعقيد من الشيطان ـ كما ذكرت ـ وهو مخالف لصريح النصوص التي تبين أن الحرج مرفوع في هذه الشريعة المباركة وأن الدين كله يسر، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 74704.

وأما ظاهرة عدم تذوق طعم الطاعات: فقد سبق بيان علاجها في الفتويين رقم: 92954ورقم: 118836.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات