السؤال
سمعت أنه يجوز للإنسان أن يؤخر صلاة العشاء، فإلى متى يكون ذلك؟ أم أنه كلام لا أساس له؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن وقت صلاة العشاء يدخل من غياب الشفق ، والشفق هو الحمرة التي تصحب مغيب الشمس . والله جل وعلا يقول ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون ).[ الروم: 17-18] ، قال بعض المفسرين : إن المراد بالتسبيح الصلاة : أي صلوا حين تمسون أي حين تدخلون في وقت المساء والمراد به المغرب والعشاء وحين تصبحون المراد به صلاة الصبح وعشيا والمراد به صلاة العصر وحين تظهرون - صلاة الظهر . وقد صلى جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلمه أوقات الصلوات كلها . والصلاة أول الوقت أفضل إلا العشاء ، فإن الأفضل تأخيرها عن أول الوقت إن لم يشق كأن لم توجد جماعة في ذلك الوقت أو خشي نسيانها أو شق على جماعة المسلمين أن يجتمعوا لها عند تأخيرها وهذا قول أكثر أهل العلم . وقد قال صلى الله عليه وسلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه ".[رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح]. وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: " ولولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأمرت بهذه الصلاة -العشاء- أن تؤخر إلى شطر الليل " رواه النسائي. قال ابن بطال : ولا يصلح ذلك الآن للأئمة لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتخفيف وقال إن فيهم الضعيف وذا الحاجة فترك التطويل عليهم في الانتظار أولى ، وقال ابن حجر رحمه الله : فعلى هذا من وجد به قوة على تأخيرها ولم يغلبه النوم ولم يشق على أحد من المأمومين فالتأخير في حقه أفضل، وينبغي التنبه إلى أن الجماعة واجبة إلا لعذر لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من سمع النداء فلم يأته فلاصة له إلا من عذر" رواه ابن حبان وعليه فمن لم يكن من أهل الأعذار في ترك الجماعة ليس له تأخير العشاء بحيث يصليها منفردا
والله أعلم.