حلمها ومناها أن تتوب

0 219

السؤال

أنا فتاة حلمها ومناها أن تتوب، حاولت وحاولت كثيرا لم أقدر، كل ما أنوي أتوب بعد فترة أعود وأترك الصلاة وأعود أسمع أغاني، وبعد ذلك أعود أتوب وهكذا في دوامة لا يعلمها إلا الله جل جلاله، ذهبت سألت الشيخ قال لي عليك بصحبة الصالحات وإلا أنت ما شاء الله بجد وكد تتوبين، حاولت أصاحب صالحات لكن ربي ما كتب. ذهبت سألت الشيخ وقلت له قال لي اعتزلي الناس وخلي ربك أنيسك، لكن أيضا ما استطعت أنا لا أقدر أن أكون انطوائية، أكيد سوف أحتاج الناس والناس سوف تحتاج لي، بعدها سألت الشيخ قال ما أعرف أدعي ربك يثبتك قلت له يا شيخ حاولت أدعوه وأتوب لكن أرجع، قال لي روحي اسألي غيري وسألتكم وأكثر حاجة تميتني أني طالبة علم أسعى أطلب العلم على يد شيخي، ودائما يثني علي لكن الذي أتعلمه أطبقه وقت توبتي ولما انتكس أترك تطبيقه، أنا أريد أن أعود لربي عودة، ولكن لماذا ربي لا يريدني، ساعدوني وآسفه على الإطالة؟ وجزاكم ربي جنانه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به أيتها الأخت الكريمة هو أن تستمري في طريق التوبة إلى الله تعالى مهما تكرر منك الذنب، ولا تيأسي من روح الله ولا تقنطي من رحمة الله فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، والعبد مهما تكرر منه الذنب ثم تاب إلى الله تعالى فإن الله تعالى يتوب عليه، وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل، قال: أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك.

 قال النووي رحمه الله: لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر، وتاب في كل مرة قبلت توبته، وسقطت ذنوبه. وقال أيضا: قوله عز وجل للذي تكرر ذنبه: اعمل ما شئت فقد غفرت لك. معناه : ما دمت تذنب ثم تتوب غفرت لك، وهذا جار على القاعدة التي ذكرناها. انتهى.

ولكن عليك مع هذا أن تجتهدي في الأخذ بأسباب الاستقامة والثبات على الدين، بتحري صحبة الصالحات وهن بحمد الله كثير، والاجتهاد في دعاء الله تبارك وتعالى فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، والدعاء من أعظم الأسلحة التي يستعين بها العبد على تحقيق المطلوب ونيل المرغوب ودفع المرهوب، والاجتهاد في طاعة الله تعالى والإكثار من الحسنات فإن الحسنات ولود، ومن علامة الحسنة الحسنة بعدها. قال تعالى: فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى.{الليل:5-6-7}، وثقي أنك مهما اجتهدت في طاعة الله تعالى وصدقت نيتك وصحت عزيمتك في إرادة التقرب إليه ونيل مرضاته تعالى فإنه لا يخيب سعيك ولا يغلق في وجهك باب التقرب منه ولا يحرمك توفيقه، فإنه تعالى يقول وليس أحد أصدق منه قيلا: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين. {العنكبوت:69}، ويقول في الحديث القدسي: ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول. رواه مسلم.

فأحسني الظن بربك وأقبلي عليه واصدقي في معاملته فإن الصادق يوفق، وأديمي الفكرة في الموت وما بعده والقيامة والجنة والنار، واستحضري اطلاع الله عليك ومراقبته لك فإن ذلك من أعظم ما يردع عن الذنوب ويحمل على التوبة الصادقة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات