السؤال
أنا امرأة متزوجة، وعندي أربعة أولاد، أكبرهم عمره عشر سنوات، وأعيش في بيت مستقل مع زوجي وأولادي، وأخوات زوجي يعشن معي منذ ثلاث سنوات، فوالدتهن توفيت، وأخو زوجي الكبير يأتي أيضا هو وأولاده، ويجلس معنا بالأيام، وفي الأعياد يكون موجودا، ومرات يكون لبسه غير محتشم، فيجلس على الطعام بالفنيلة والإزار، ويخرج من الحمام بالفوطة، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، فقد أخبرت زوجي بهذا الكلام عدة مرات، فيقول لي: هل تريديني أن أطردهم من بيتي، وأغضبهم!؟ وأنا لا أريد المشاكل بيني وبين إخوتي، فهل علي شيء؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كفالة زوجك لأخواته البنات، بعد وفاة والدهن ووالدتهن، واجب عليه؛ لأنهن قد دخلن تحت مسؤوليته شرعا، من باب وجوب النفقة على الأقارب المعسرين، والحفاظ على الولاية التي ولاه الله إياها على أخواته.
ويجب على زوجك أن يكون متوسطا في أمره، فلا تطغى حقوق أخواته على حقوقك، ولا حقوقك على حقوق أخواته؛ لأن الله تعالى أمر بأن يعطى كل ذي حق حقه.
أما وجود أخيه الأكبر في البيت، مع عدم التزامه بالآداب الشرعية، فهذا لا يجوز له، ولا يجوز لزوجك أن يقره عليه، لا سيما إذا كان وجوده في البيت يحصل عنه خلوة محرمة بينك وبينه، وقد حرم الشرع ذلك، وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أريت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو: أخو الزوج، وما أشبهه من أقارب الزوج.
كما لا يجوز الاجتماع معه على الطعام؛ لأنه تنكشف فيه بعض العورة في الغالب، فلربما وقع بصره عليك وأنت في هذه الحالة، أو غيرها، وهو أمر محرم؛ لقوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون [النور:30].
ويجب على زوجك أن ينصح أخاه بالمعروف فيما يقع فيه من مخالفات شرعية، والله تعالى لا يستحيي من الحق.
وينبغي أن تكون نصيحته له من خلال أوامر الشرع الحنيف، الذي ترغم أمامه الأنوف، وتتواضع عنده النفوس، وتصغر أمامه الكبرياء.
وعليك كذلك أن تتحلي بالصبر، وحسن عرض الكلام على زوجك، دون تشنج، أو رفع صوت للحفاظ على المودة، والرحمة، والله يجعل لك من أمرك يسرا.
وعليك أن تبذلي قصارى جهدك في التستر حال حضور أخي زوجك.
والله أعلم.