السؤال
أنا سوري وأسكن في بيت زوج عمتي السعودي. ولدي عملان. فهل من حقه أن يجبرني على صلاة الفجر جماعة عنوة علما أني لا أضيع أي فرض وجميع الفروض أصليها في المسجد عدا صلاة الفجر أحيانا لأني لا أصحو بسبب التعب والعمل. فما يجب عليه فعله وكيف يجب أن يقوم بإيقاظي؟ وشكرا وآسف على الإطالة .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاحمد الله أيها الأخ الكريم أن قيض لك من يعينك على طاعته ويوقظك للصلاة ويعتني بهذا الأمر, واعلم أن أداءك الصلاة في وقتها ولو مع التعب أحمد عاقبة وأعظم أجرا , وأنه لا ينتفع العبد بعد موته إلا بما قدمه من صالح عمله, فننصحك بألا تتبرم بإيقاظ زوج عمتك لك بل اشكر له صنيعه هذا لما فيه من العون لك على الطاعة , واعلم أنه ينبغي لك إذا نمت قبل دخول وقت الصلاة أن تأخذ بأسباب الاستيقاظ, وبعض العلماء يوجب ذلك ويرى أنك تأثم إذا لم تأخذ بأسباب الاستيقاظ للصلاة, وانظر الفتوى رقم: 119406, وأما زوج عمتك فلا يجب عليه إيقاظك للصلاة بمجرد دخول الوقت, وإنما يجب عليه ذلك إذا تضيق وقت الصلاة في قول كثير من أهل العلم, وذهب كثير منهم إلى أن ذلك مستحب غير واجب إلا إن كنت متعديا بنومك بأن نمت بعد دخول وقت الصلاة, وانظر لتفصيل القول والاطلاع على كلام العلماء في حكم إيقاظ النائم للصلاة الفتاوى التالية أرقامها: 67233 ,130864 ,129250. وينبغي أن يتحرى في إيقاظك المسلك الألطف والطريق الأرفق فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه, وننبه ههنا إلى أن صلاة الجماعة في المسجد جماعة ذات فضل عظيم وأجر جسيم , وإن كان أكثر الموجبين للجماعة يرون الصلاة تجزئ حيث فعلت جماعة ولو في غير المسجد , وانظر الفتوى رقم: 128394, فالذي نراه أنه ليس لزوج عمتك أن يجبرك على شهود الجماعة في المسجد حتى وإن كان يرى وجوبها في المسجد لأن المسائل الخلافية لا إنكار فيها , وإن كان الأولى لك أن تطيعه في ذلك ولا يضيع ثوابك عند الله تعالى فإن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين .
والله أعلم.